آيات القرآن الكريم التي تبين حق الاختلاف في الكون


آيات القرآن الكريم التي تبين حق الاختلاف في الكون 1-- سورة المائدة (48) "// لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ / صدق الله العظيم 2—سورة الروم 22 " وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ " 3- سورة فاطر" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) 4- سورة التغابن " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2) 5-سورة الزخرف " وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) 6- سورة الحجرات 13" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)

11‏/12‏/2010

بشار العيسى في لوحاته الحديثة .. رمزية اللون ومعطيات الذاكرة المستعادة

المعروف عن الفنان بشار العيسى أنه انتقل إلى فرنسا في العام 1980 بعدما جذبته حيوية الحركة التشكيلية فيها، وفي باريس عاصمة الحداثة التشكيلية عمل على ترسيخ معطيات تجربته وتطويرها، ووصلت إلى المرتبة الإبداعية وأخذت تقطف ثمار نموها وجديتها وأحلامها في حوارها المفتوح مع ثقافة فنون العصر،

حيث شارك في عدة معارض جماعية أقيمت في عواصم ومدن فرنسية وأوروبية، إلى جانب معارضه الخاصة والمنفردة، وفي لوحاته نحس أننا نكتشف لأول مرة معطيات الواقع كمنظر وأشخاص وسط هذا السحر المتجلي في حركة العناصر والرموز والإشارات، التي تختصر رؤى عديدة زاولها في تجارب السبعينيات، حين كان يعمد إلى تضخيم الأشكال البشرية وتحويرها كتعبير عن أجواء رمزية وتعبيرية مستمدة من الواقع الإنساني والمحلي.‏

دفعات تصاعدية‏

وعلى هذا الأساس أعطى دفعات تصاعدية لاتجاه لوحته التي قدمها في مراحل سابقة، وهو يريد في هذه المرحلة التعبير عن غياب الفواصل بين رموز الطبيعة المحلية والحركة العاطفية ، التي تدفع الأشكال نحو الرؤى الأكثر حداثة، وتأتي هذه الخطوة كمنطلق لإبراز العناصر التشكيلية المغايرة لهواجس مدرسة باريس على الأقل في استعادته المتواصلة لخصوصية المناخ البيئوي المشبع بالضوء والإشراق والدفء، وهذا يعني أن إقامته في فرنسا لم تمنعه من البحث عن جذور وملامح ومواصفات الانتماء إلى الرموز المحلية والمناخات اللونية الشرقية، التي يقدمها عبر الرؤى التعبيرية- الخيالية أو التي تتصاعد من اللمسات والمشاهد التي يستعيد من خلالها ما ترسب في ذاكرته الطفولية من بقايا مشاهداته وتأملاته من عناصر وأشكال حميمية مشحونة بحرارة ووهج وأضواء وألوان الطبيعة المحلية في الجزيرة السورية.‏

وما هو بارز في لوحاته تلك الفسحات اللونية المضاءة في أماكن متعاقبة من مساحة المشهد الريفي، الذي يتقدمه في الأغلب وجه امرأة ريفية بلباسها الشعبي أو مجموعة نساء قرويات تعيدنا إلى ذاكرة طفولته وفتوته في قرى وسهول الجزيرة السورية.‏

إنها مشاهد مستعادة من ذاكرته، مضافاً إليها خبرة تقنية حديثة تبرزها انسياقات خطية ولونية واختصارات شكلية منفعلة ومنضبطة في آن بتوازناتها العقلانية التأليفية والتلوينية ، وهو في استعادته لهذه المشاهد ينطلق أيضاً من منعطف التمرد على الأساليب السلفية السابقة،حيث يتفاعل مع الأشكال والعناصر والرموز المحلية بحرية تعبيرية وبأسلوبية خاصة خارجة من ذاته وأحاسيسه الفنية.‏

وهو يقوم بتركيب عناصر مختلفة في اللوحة الواحدة وبقالب تشكيل يجنح أحياناً نحو الخيالية، حيث يعيد توليف الأشكال الواقعية المحلية بمنظور فني حديث، ويصل في بعض لوحاته الى إضفاء الأجواء الرمزية ويحقق صيغة أسلوبية مميزة تتسم بالترابط مع معطيات بحوثه السابقة. بالإضافة إلى اهتمامه بإظهار الأجواء اللونية المشرقة الباقية في ذاكرته البصرية رغم إقامته الطويلة في فرنسا.‏

وهذا يعني أن استفادته من الاتجاهات والتقنيات الأوروبية المعاصرة، لاتشكل اغترابه عن عصب اللون المحلي، وإنما تزيد من حالات وتجليات الإيقاع التعبيري المنفتح على أنغام وتقاسيم وترية اللون المحلي المتتابع في جسد اللوحة، رغم غياب عناصرها الواقعية وإشاراتها التجسيدية المباشرة.‏

رمزية اللون‏

ومن الناحية التشكيلية والتقنية يصل إلى خيارات متنوعة، فينتقل في معالجة الأشكال الإنسانية من الصياغة التعبيرية التي يعالج فيها الوجوه والأجساد بألوان رمزية حمراء وزرقاء متوهجة وصولاً الى طريقة إضفاء المزيد من التتابع الإيقاعي الهندسي، الذي يُحوّل مشهد القرية على سبيل المثال الى كتل لونية متناثرة، ويصل أحياناً إلى تحويل الوجوه والأشكال الإنسانية الى مجرد مساحات هندسية متجاورة ومتداخلة.‏

وهو في تحولاته التعبيرية، بين التعبيرية والتجريد الإيحائي( الذي لايغيب عنه الشكل) يحافظ على خصوصيات المشهد المحلي، ويبحث من خلاله عن النور الباهر، ويحرك المادة اللونية والضوء في اتجاهات بصرية صريحة، بحيث تتحول الحقول الى مساحات لونية صفراء وحمراء وزرقاء..‏

هكذا تبدو إشارات القرية والمرأة المستمدة من معطيات الذاكرة كعناصر أساسية في لوحاته، وهو في ذلك يؤكد في خطوات اللون المحلي مسائل الانفلات من الأجواء اللونية التي يعايشها في فرنسا. والرؤية الحديثة حوّلته من رسم إشارات الواقع بتفاصيله، الى رسم مناخات اللون الشرقي بتلقائية وعفوية تؤكد عناصر ارتباطه بالأفكار الثقافية التي أطلقتها فنون القرن العشرين، قرن التحولات والانقلابات الفنية الكبرى.‏

بشار العيسى من مواليد غنامية عام 1950، أقام مجموعة من المعارض الفردية في سورية وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وسويسرا.. كما شارك في معارض جماعية أقيمت في سورية ولوكسمبورغ وألمانيا وفرنسا وهنغاريا وإيطاليا والنمسا وبريطانيا وغيرها. ولقد صدرت له المنشورات التالية :( بشار سنوات 1970-1980م) منشورات) آداد- باريس. فضاءات محترقة 1993) منشورات غاليري غي- كريتيه- باريس ( طريق الحرير1999) معرض المقر المركزي لبنك سوسيتيه جنرال- باريس (وشم من ميزوبوتاميا2008) منشورات غاليري يوربيا باريس. وهو يقيم ويعمل كفنان مستقل في باريس عاصمة عواصم الفن الحديث.‏
نقلا عن الثورة8/12/2010

ليست هناك تعليقات: