لجيش الحر يدخل حياً كردياً في حلب.. واشنطن وموسكو ترحبان بالهدنة
بيان الحكومة السورية وانقسام للمعارضة
راية الحرية، تواصلت العمليات العسكرية بكثافة على الأرض في سورية, أمس, سيما في حلب وريف دمشق, مايوحي بصعوبة تطبيق الهدنة المفترضة خلال عيد الأضحى المبارك, رغم المساعي الدولية والاقليمية للتوصل إليها على اعتبار أنها يمكن أن تفتح ثغرة في جدار الأزمة.
ففي حلب, دخل المقاتلون المعارضون, أمس, حياً ذي غالبية كردية, كان في منأى عن المعارك الدائرة في المدينة منذ ثلاثة اشهر. وقال أحد سكان حي الاشرفية الواقع في شمال غرب المدينة ان المقاتلين "سيطروا على القسم الشمالي وصولا الى الدوار الاول" الذي يقع في وسط الحي.
واضاف الشاب البالغ من العمر 28 عاما انه رأى زهاء خمسين مسلحا "يرتدون ملابس سوداء ولفوا رؤوسهم بعصبات عليها شعار لا إله الا الله", داخل مدرسة "في شارع مشفى". ودخل المقاتلون المعارضون حي الاشرفية الذي انتقل إليه عدد كبير من قاطني الأحياء الاخرى لبقائه في منأى عن المعارك اليومية في المدينة منذ 20 يوليو الفائت.
ويكتسب الحي أهمية عسكرية لكونه يقع على مرتفع ويسمح في حال السيطرة عليه بالإشراف على اجزاء من المناطق المحيطة به, كما يشكل "عقدة مواصلات مهمة" بين وسط المدينة وشمالها. ويأتي دخول المقاتلين إليه بعد سيطرتهم الأسبوع الماضي على حي بني زيد المجاور.
وفي ريف دمشق, واصلت قوات النظام سعيها للسيطرة على مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها, وسجلت عمليات قصف واشتباكات في عدد من القرى والبلدات. ويأتي ذلك غداة العثور على جثث عشرين شخصا في مدينة دوما في ريف العاصمة, اتهم ناشطون القوات النظامية بقتلهم, في حين حمل الاعلام الرسمي "مجموعات ارهابية مسلحة" مسؤولية "المجزرة".
وشهدت اطراف حيي التضامن والقدم في جنوب دمشق اشتباكات صباح امس, وهو ما يتكرر دورياً رغم اعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل احياء العاصمة منذ يوليو الماضي. واودى انفجار سيارة مفخخة في حي التضامن مساء اول من امس بحياة ثمانية اشخاص.
وفي محافظة ادلب, استمرت الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الستراتيجية, الذي يحاصره المقاتلون منذ نحو أسبوعين. وسيطر المعارضون على معرة النعمان وجزء من الطريق السريعة بين دمشق وحلب بالقرب منها, مما مكنهم من عرقة إمدادات القوات النظامية.
وحصدت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة, أمس, 23 قتيلاً على الأقل, بحسب حصيلة موقتة للمرصد. وكان "الجيش السوري الحر" أبدى استعداده لوقف اطلاق النار خلال العيد في حال التزام النظام بذلك اولا, لكن "جبهة النصرة" التي لا تشكل جزءا من التركيبة العسكرية للجيش الحر ويشتبه بارتباطها بتنظيم القاعدة, رفضت الهدنة.
وأقرت صحيفة "البعث" الناطقة بلسان الحزب الحاكم بصعوبة وقف العمليات العسكرية لعدم حصول الابراهيمي "على الضمانات السياسية اللازمة للتنفيذ", رغم تأكيدها ان هذا الامر "لا يفقد الدعوة (الى وقف اطلاق النار) ضرورتها الفعلية" لأنها "ضرورة اخلاقية قبل ان تكون ضرورة سياسية".
ورحبت واشنطن وموسكو، الخميس، بإعلان الحكومة السورية وقف إطلاق النار مؤقتاً بمناسبة عيد الأضحى المبارك، فيما أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن أملها في أن يلتزم الجيشان الحكومي والحر بهذه الهدنة.
وأعلنت القيادة العامة للجيش السوري، مساء الخميس، وقف العمليات العسكرية خلال أيام عيد الأضحى المبارك، بدءا من الجمعة حتى الاثنين، فيما أكد قائد بالجيش السوري الحر التزام المقاتلين بالهدنة، في حين رفضت جماعة أنصار الإسلام من جانبها الهدنة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية فكتوريا نولاند: "نأمل وننتظر ألا يكتفوا بالحديث عن وقف إطلاق النار، وإنما أن يقرن ذلك بالأفعال، بدءا بالنظام" السوري. إلا أن السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس، أبدت شكوكا "في احتمال إرساء وقف ولو مؤقت لإطلاق النار (في سوريا) بالنظر إلى قائمة الوعود الطويلة التي لم يحترمها (الرئيس السوري بشار) الأسد".
وأضافت: "سمعنا وعودا كثيرة من جانب نظام الأسد، ولم نر أيا منها يتحقق". بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكافيتش، حسب وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" إن "تأكيد دمشق استعدادها للعمل نحو وقف سفك الدماء، وتعبيد الطريق نحو حلّ سياسي للأزمة الداخلية السورية من خلال حوار شامل؛ هو أمر ذو أهمية كبيرة" .
من جانبه، رحب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون، الخميس بإعلان الهدنة خلال فترة عيد الأضحى، وأضاف أن من المهم أن تلتزم الحكومة السورية وجماعات المعارضة بها. وقال مارتن نسيركي للصحفيين: "ببساطة نحن نأمل بشدة ان تسكت المدافع، وأن يتوقف العنف حتى يتمكن عمال الإغاثة من مساعدة الناس الأكثر احتياجا".
وقال الجيش السوري في بيان مقتضب بثه التلفزيون الرسمي، إنه وافق على هدنة العيد التي اقترحها المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، إلا أن الجيش أكد على "حقه في الرد"، على أي عمليات وصفها بـ"الإرهابية".
وجاء في بيان صادر عن الجيش "لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية وقف العمليات العسكرية على أراضي الجمهورية العربية السورية اعتبارا من صباح يوم غد الجمعة لغاية يوم الاثنين 29 من هذا الشهر".
وأشارت قيادة الجيش في بيانها إلى احتفاظها "بحق الرد" في حال "استمرار الجماعات الإرهابية المسلحة بإطلاق النار على المدنيين والقوات الحكومية والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وكذلك استخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة".
وأضاف الجيش في بيانه أنه سيرد في حال "قيام المجموعات الإرهابية المسلحة بتعزيز مواقعها التي توجد فيها مع بدء سريان هذا الإعلان أو الحصول على الإمداد بالعناصر والذخيرة".
إلى ذلك، أعلن الجيش السوري الحر، مساء الخميس، التزامه بالهدنة لمناسبة عيد الاضحى "اعتبارا من صباح الجمعة"، مع التأكيد على أنه "سيرد بقسوة في حال عدم تنفيذ القوات النظامية وقف النار"، بحسب ما أكد رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر العميد مصطفى الشيخ.
وقال الشيخ: "نحن ملتزمون بوقف النار اعتبارا من صباح الجمعة، إذا التزم النظام بذلك. لكن إذا أطلقت رصاصة واحدة سنرد بمائة". وأضاف أن هذا القرار يلزم "المقاتلين الخاضعين للمجلس العسكري الأعلى وعددهم لا بأس به، إلا أن هناك فصائل مسلحة أخرى تتبع قيادات أخرى".
بدوره، قال المتحدث باسم جماعة أنصار الإسلام أبو معاذ، إن مقاتليه لن يلتزموا بالهدنة، وأضاف: "ليس لدينا ثقة فيما يقوله النظام، وهذه الهدنة هي لصالح النظام، ونحن غير معنيين بها". وفور إعلان الحكومة السورية عن التزامها بالهدنة، قالت المفوضية العليا للاجئين إنها على استعداد لإرسال مساعدات إلى آلاف السوريين وقت الهدنة.
ا ف ب ، السياسة ، سكاي نيوز
راية الحرية، تواصلت العمليات العسكرية بكثافة على الأرض في سورية, أمس, سيما في حلب وريف دمشق, مايوحي بصعوبة تطبيق الهدنة المفترضة خلال عيد الأضحى المبارك, رغم المساعي الدولية والاقليمية للتوصل إليها على اعتبار أنها يمكن أن تفتح ثغرة في جدار الأزمة.
ففي حلب, دخل المقاتلون المعارضون, أمس, حياً ذي غالبية كردية, كان في منأى عن المعارك الدائرة في المدينة منذ ثلاثة اشهر. وقال أحد سكان حي الاشرفية الواقع في شمال غرب المدينة ان المقاتلين "سيطروا على القسم الشمالي وصولا الى الدوار الاول" الذي يقع في وسط الحي.
واضاف الشاب البالغ من العمر 28 عاما انه رأى زهاء خمسين مسلحا "يرتدون ملابس سوداء ولفوا رؤوسهم بعصبات عليها شعار لا إله الا الله", داخل مدرسة "في شارع مشفى". ودخل المقاتلون المعارضون حي الاشرفية الذي انتقل إليه عدد كبير من قاطني الأحياء الاخرى لبقائه في منأى عن المعارك اليومية في المدينة منذ 20 يوليو الفائت.
ويكتسب الحي أهمية عسكرية لكونه يقع على مرتفع ويسمح في حال السيطرة عليه بالإشراف على اجزاء من المناطق المحيطة به, كما يشكل "عقدة مواصلات مهمة" بين وسط المدينة وشمالها. ويأتي دخول المقاتلين إليه بعد سيطرتهم الأسبوع الماضي على حي بني زيد المجاور.
وفي ريف دمشق, واصلت قوات النظام سعيها للسيطرة على مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها, وسجلت عمليات قصف واشتباكات في عدد من القرى والبلدات. ويأتي ذلك غداة العثور على جثث عشرين شخصا في مدينة دوما في ريف العاصمة, اتهم ناشطون القوات النظامية بقتلهم, في حين حمل الاعلام الرسمي "مجموعات ارهابية مسلحة" مسؤولية "المجزرة".
وشهدت اطراف حيي التضامن والقدم في جنوب دمشق اشتباكات صباح امس, وهو ما يتكرر دورياً رغم اعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل احياء العاصمة منذ يوليو الماضي. واودى انفجار سيارة مفخخة في حي التضامن مساء اول من امس بحياة ثمانية اشخاص.
وفي محافظة ادلب, استمرت الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الستراتيجية, الذي يحاصره المقاتلون منذ نحو أسبوعين. وسيطر المعارضون على معرة النعمان وجزء من الطريق السريعة بين دمشق وحلب بالقرب منها, مما مكنهم من عرقة إمدادات القوات النظامية.
وحصدت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة, أمس, 23 قتيلاً على الأقل, بحسب حصيلة موقتة للمرصد. وكان "الجيش السوري الحر" أبدى استعداده لوقف اطلاق النار خلال العيد في حال التزام النظام بذلك اولا, لكن "جبهة النصرة" التي لا تشكل جزءا من التركيبة العسكرية للجيش الحر ويشتبه بارتباطها بتنظيم القاعدة, رفضت الهدنة.
وأقرت صحيفة "البعث" الناطقة بلسان الحزب الحاكم بصعوبة وقف العمليات العسكرية لعدم حصول الابراهيمي "على الضمانات السياسية اللازمة للتنفيذ", رغم تأكيدها ان هذا الامر "لا يفقد الدعوة (الى وقف اطلاق النار) ضرورتها الفعلية" لأنها "ضرورة اخلاقية قبل ان تكون ضرورة سياسية".
ورحبت واشنطن وموسكو، الخميس، بإعلان الحكومة السورية وقف إطلاق النار مؤقتاً بمناسبة عيد الأضحى المبارك، فيما أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن أملها في أن يلتزم الجيشان الحكومي والحر بهذه الهدنة.
وأعلنت القيادة العامة للجيش السوري، مساء الخميس، وقف العمليات العسكرية خلال أيام عيد الأضحى المبارك، بدءا من الجمعة حتى الاثنين، فيما أكد قائد بالجيش السوري الحر التزام المقاتلين بالهدنة، في حين رفضت جماعة أنصار الإسلام من جانبها الهدنة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية فكتوريا نولاند: "نأمل وننتظر ألا يكتفوا بالحديث عن وقف إطلاق النار، وإنما أن يقرن ذلك بالأفعال، بدءا بالنظام" السوري. إلا أن السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس، أبدت شكوكا "في احتمال إرساء وقف ولو مؤقت لإطلاق النار (في سوريا) بالنظر إلى قائمة الوعود الطويلة التي لم يحترمها (الرئيس السوري بشار) الأسد".
وأضافت: "سمعنا وعودا كثيرة من جانب نظام الأسد، ولم نر أيا منها يتحقق". بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكافيتش، حسب وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" إن "تأكيد دمشق استعدادها للعمل نحو وقف سفك الدماء، وتعبيد الطريق نحو حلّ سياسي للأزمة الداخلية السورية من خلال حوار شامل؛ هو أمر ذو أهمية كبيرة" .
من جانبه، رحب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون، الخميس بإعلان الهدنة خلال فترة عيد الأضحى، وأضاف أن من المهم أن تلتزم الحكومة السورية وجماعات المعارضة بها. وقال مارتن نسيركي للصحفيين: "ببساطة نحن نأمل بشدة ان تسكت المدافع، وأن يتوقف العنف حتى يتمكن عمال الإغاثة من مساعدة الناس الأكثر احتياجا".
وقال الجيش السوري في بيان مقتضب بثه التلفزيون الرسمي، إنه وافق على هدنة العيد التي اقترحها المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، إلا أن الجيش أكد على "حقه في الرد"، على أي عمليات وصفها بـ"الإرهابية".
وجاء في بيان صادر عن الجيش "لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية وقف العمليات العسكرية على أراضي الجمهورية العربية السورية اعتبارا من صباح يوم غد الجمعة لغاية يوم الاثنين 29 من هذا الشهر".
وأشارت قيادة الجيش في بيانها إلى احتفاظها "بحق الرد" في حال "استمرار الجماعات الإرهابية المسلحة بإطلاق النار على المدنيين والقوات الحكومية والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وكذلك استخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة".
وأضاف الجيش في بيانه أنه سيرد في حال "قيام المجموعات الإرهابية المسلحة بتعزيز مواقعها التي توجد فيها مع بدء سريان هذا الإعلان أو الحصول على الإمداد بالعناصر والذخيرة".
إلى ذلك، أعلن الجيش السوري الحر، مساء الخميس، التزامه بالهدنة لمناسبة عيد الاضحى "اعتبارا من صباح الجمعة"، مع التأكيد على أنه "سيرد بقسوة في حال عدم تنفيذ القوات النظامية وقف النار"، بحسب ما أكد رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر العميد مصطفى الشيخ.
وقال الشيخ: "نحن ملتزمون بوقف النار اعتبارا من صباح الجمعة، إذا التزم النظام بذلك. لكن إذا أطلقت رصاصة واحدة سنرد بمائة". وأضاف أن هذا القرار يلزم "المقاتلين الخاضعين للمجلس العسكري الأعلى وعددهم لا بأس به، إلا أن هناك فصائل مسلحة أخرى تتبع قيادات أخرى".
بدوره، قال المتحدث باسم جماعة أنصار الإسلام أبو معاذ، إن مقاتليه لن يلتزموا بالهدنة، وأضاف: "ليس لدينا ثقة فيما يقوله النظام، وهذه الهدنة هي لصالح النظام، ونحن غير معنيين بها". وفور إعلان الحكومة السورية عن التزامها بالهدنة، قالت المفوضية العليا للاجئين إنها على استعداد لإرسال مساعدات إلى آلاف السوريين وقت الهدنة.
ا ف ب ، السياسة ، سكاي نيوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق