أكد الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا أن على الكرد إشراك بقية المكونات في المناطق الكردية في عملية إدارة المناطق بعد انسحاب سلطة البعث منها دون إقصاء أي مكون كما فعل حزب البعث، كما دعا خلال لقاء مع فضائية Gelê Kurdistan يوم أمس الأحد 22 تموز، إلى الإسراع بتشكيل اللجان المشتركة بين المجلس الوطني الكردي و مجلس الشعب لغرب كردستان و تطبيق اتفاقية هولير. و فيما يلي النص الكامل للقاء:
GK - كيف ترون انسحاب قوات الأمن و الجيش من بعض المناطق و المدن الكردية و سيطرة الكرد على المقرات و المؤسسات الحكومية؟
- آمل أن تسلم السلطة ما تبقى من المراكز التي بحوزتها إلى أهالي المنطقة بشكل سلمي، و أن لا يقوموا بسفك دماء الناس.
GK - و ماذا عن الأماكن التي انسحبت منها؟
- الأماكن التي انسحبت منها هي كوباني كاملة ما عدا بقاء مفرزة أمنية واحدة، و في ديريك أيضاً بقيت مفرزة أمنية واحدة و كلتاهما تابعة للأمن العسكري ، و مع الأسف قامت هذه المفرزة بعمل شنيع عندما قامت بقتل شاب حتى لا يخرجوا من المدينة، و لكنهم سيخرجون لان هذه القضية لن تنتهي بمقتل شاب ، و سيتركون المنطقة و يسلموها لأهلها في كل الأحوال.
و آمل حقاً أن يقوم أهل المنطقة كرداً و عرباً و آشوريين سوية و بيد واحدة لتنظيف منطقتهم من المخابرات السيئة الصيت و يقوموا بإدارة منطقتهم أيضاَ سوية دون إقصاء و تهميش كما فعل حزب البعث الذي يحتضر الآن.
GK - البعض يؤكد و كما قلت حضرتك بأن الحكومة لم تنسحب من هذه المناطق و خاصة في المسائل الخدمية، فهل تعتقدون بأنه من المناسب أن تتخلى الدولة عن هذه المرافق، و حول قضية الإدارة هل يستطيع الكرد إدارة هذه المناطق خاصة و أنهم يفتقدون إلى الخبرة في هذه المجالات؟
- أعتقد بأن الكرد قادرون على إدارة هذه المناطق و خاصة إذا عملوا سوية مع بقية إخوانهم في المناطق التي يعيش فيها إلى جانبهم العرب و الآشوريين .
ففي كوباني أعطوا مثالاً على قدرتهم على إدارة مناطقهم و أن لا يدعوا المجال كي يلومهم أحد ، فالطرفان المجلس الوطني الكردي و مجلس الشعب لغرب كردستان إذا ما نسقا جهودهما سيكونان قادرين على إنجاز خطوات جيدة ، و آمل من الطرفين بأن يطبقا اتفاقية هولير التي وقعت في 11 تموز الحالي ، و أن لا يبتعد أي من هذين الطرفين عن هذه الاتفاقية في هذه المرحلة الحالية أو في المرحلة القادمة و أن يتم تنفيذ بنودها و تطبيقها ، و أي طرف لا يطبق هذه الاتفاقية و يساهم في شرخ وحدة الصف الكردي، فهو يخون الشعب الكردي و يريد إراقة دمه ، و نحن سنقف بوجه هؤلاء و لن ندعهم بأن يتطاولوا على الشعب الكردي و إراقة دمه.
GK - ما مدى تطبيق بنود اتفاقية هولير بين الطرفين و لماذا لم تطبق بعض البنود إلى الآن؟
بعد السيطرة على كوباني تم تنفيذ كامل بنود اتفاقية هولير بين الطرفين، في بعض المناطق الأخرى لم يتم تطبيق هذه الاتفاقية إلى الآن، و باعتقادي أنها في طريقها إلى التنفيذ، و سواء أكان أردنا أم لن نرد فإن بعض الأخطاء و النواقص ستظهر، و ان البعض سيرتكب بعض الأخطاء هنا او هناك، و لكن يجب أن لا تكون هذه الأخطاء سبباً في عدم تنفيذ هذه الاتفاقية، علينا العمل شيئاً فشيئاً سوية وأن نوحد جهودنا و نتجاوز هذه النواقص و الأخطاء فيما بيننا ، فمن الطبيعي أن تظهر الأخطاء مستقبلاً أيضاً ، و يجب أن تسير هذه الاتفاقية إلى حيز التنفيذ، و من لا يريد تطبيقها فهو يخون شعبه الكردي و يريد أن يوجه الكرد نحو مزالق خطرة و نحو الاقتتال الأخوي.
GK - كيف تقيمون عمل اللجان المشتركة في المناطق الكردية؟
مع الأسف إن هذه اللجان لم تكتمل بعد ، وهناك بعض التأخير، و آمل من المجلسين أن يسارعوا إلى استكمال تشكيل اللجان المشتركة، و أن يتشاركوا مع إخوانهم العرب و الآشوريين لإدارة مناطقهم من النواحي الخدمية و الاقتصادية و غيرها ، و أن لا يتم إقصاء أي مكون بسبب قوميته أو دينه و أن نعمل كإخوة لادارة المناطق الكردية و بشكل حضاري، حتى لا يلومهم احد و بذلك يكونوا موضع ارتياح و تقدير الناس .
GK - لماذا لم تشكل هذه اللجان إلى الآن؟
- مع الأسف حصل تأخير في تشكيل هذه اللجان، و اليوم هناك اجتماع للهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي و آمل أن يسارعوا لتشكيل اللجان المشتركة مع الإخوة في ب ي د .
GK - ألا توجد لديكم مخاوف من عودة السلطة بقوات كبيرة إلى المناطق الكردية؟
- هذه المخاوف موجودة و لكنني أعتقد بأنه حتى لو عادت فإنها ستنسحب مرة أخرى، فالشعب السوري اتخذ قراره بعدم قبول حكم البعث مرة أخرى، و لم يعد هناك أمل حتى لدى هذه السلطة و حزب البعث بأنه سيعود إلى حكم الشعب السوري مرة اخرى ، و لم يعد ممكناً أبداً بأن يحكم البعث سوريا مرة اخرى.
GK - ما هي تحضيراتكم لمثل هذا اليوم؟
باعتقادي ان المجلسين قادران على إدارة مناطقهم مستقبلاً إذا استطاعوا أن يتفاهموا و ينفذوا اتفاقية هولير .
GK - إلى أي حد وصل التفاهم بين المجلسين في المجال السياسي و الميداني؟
- أخبرتك و بعيداً عن المثالية أننا نرى بعض الايجابيات كما نرى السلبيات على أرض الواقع ، و هناك أخطاء تحدث حالياً و لكنني آمل أن نتجاوزها و أن لا تتحجج هذه الأطراف بهذا الشيء او ذاك، ومن يتحجج سيكون سبباً في فشل الاتفاقية، و بالتالي سيدفع باتجاه الصراع و إراقة الدماء و هو ما أخبرتك به سابقاً بأن الطرف الذي يتسبب بإراقة الدم هو خائن ، هذا من جهة، و من جهة أخرى فإننا بهذا الشكل ندع الآخرين يتدخلون بيننا و منهم الجيش الحر كما يسمى ، و نحن لا نريد الجيش الحر أو غيره يدخل إلى مناطقنا الكردية و يتدخلوا في شؤونها، لهذا فإنني أرى بأن على المجلسين أن يعملوا سوية مع العرب و الآشوريين و هم قادرون على تنظيف المنطقة من الأجهزة الدكتاتورية التي أراقت الدماء.
GK - كيف هي علاقاتكم مع العرب و الآشوريين و ما مدى التنسيق بينكم حول التطورات التي شهدتها المنطقة الكردية من سيطرة الكرد على بعض المناطق؟
علاقاتنا مع الأخوة العرب و الآشوريين علاقات مميزة و جيدة، و هذا الكلام ليس مجاملة بل واقع حقيقي، و آمل اليوم و غداً أيضاً ان يعمل المجلسان على إقامة شراكة مع العرب و الآشوريين إدارة مناطقهم، وأن لا يكونوا سبباً في تهميشهم و إقصائهم، بل يجب أن نعمل جنباً لجنب دقيقة بدقيقة لإدارة مناطقنا و تطويرها، و تحقيق السلم الأهلي و حماية أمن واستقرار منطقتنا، وأن لا نسمح بأي تدخل من خارج المنطقة.
GK- تعيش المناطق الكردية في هذه الفترة انتشارا للظواهر المسلحة فإلى أين تسير المنطقة بهذه الحالة؟
إن انتشار الظواهر المسلحة في أي مكان كان هو خطر، و نحن نريد من كافة الأخوة الذين يعملون معاً الآن أن يقوموا بالسيطرة على المنطقة بشكل سلمي بدون استعمال السلاح، إن انتشار السلاح في المناطق الكردية يزيد من مخاوفنا من إشعال نار الصراع في مكان ما و الأخطر بأن تستعر هذه النار لتشمل أماكن أخرى، و نحن بالتأكيد لا نريد هذا.
GK- الجيش الحر يعلن بأن هناك تنسيق بينهم و بين الكرد في تحرير المنطقة، ما مدى صحة هذا الأمر؟
إلى اليوم لم يحصل هناك أي تنسيق حول هذا الموضوع ، و لسنا من أنصار أن يتدخل الجيش الحر لتحرير مناطقنا، فنحن قادرون على تحريرها، و باعتقادي بأن المجلسين قادران على تحرير المنطقة و التخلص من مخابرات البعث.
GK- ما هو رأي المعارضة العربية حول السيطرة في المناطق الكردية ؟
المعارضة العربية ستكون سعيدة إذا ما قمنا بتحرير مناطقنا ، و صحيح إن هناك بينهم شوفينيين لا يعرفون حق الشعب الكردي، و لكن أغلبية المعارضة العربية سواء في المجلس الوطني السوري أو هيئة التنسيق أو المنبر الديمقراطي هي محترمة و موضع تقدير و يقرون بحقوق الكرد كشعب في سوريا، و إن اختلفت مواقفهم حول هذه الحقوق إلا انهم جميعاً يؤكدون على حق الكرد كشعب في سوريا.
GK- هل دخل الجيش الحر إلى المناطق الكردية ؟
إن دخول الجيش الحر إلى المناطق الكردية سيتسبب في إثارة الفتنة و خلق صراع، و نحن لا نريد ذلك، و نحن نأمل أن يبقى الجيش الحر بعيداً عنا لأننا قادرون على تحرير مناطقنا و ليذهبوا هم ليحرروا المناطق العربية.
GK- ما هي استعداداتكم و خطواتكم حتى لا يتدخل الجيش الحر في المناطق الكردية؟
إن قرار دخولهم هو أمر مرتبط بهم، و لكننا أوصلنا رأينا إلى الأخوة العرب و اتصلنا مع رؤساء العشائر و قلنا لهم بأننا نأمل أن لا يتدخل الجيش الحر في مناطقنا و أخبرناهم بأنهم هم و الكرد و الآشوريين قادرون و تحت أي مسمى أكان الجيش الحر أو أي اسم آخر قادرون على تحرير مناطقهم من نظام البعث.
GK- و إذا جاء الجيش الحر فماذا انتم فاعلون؟
نحن معارضون لتدخله و نؤكد بأنه ليس بالأمر الجيد.
GK- يقال الآن بأن سوريا تتجه نحو التقسيم، أنتم كيف ترون ذلك؟
في كل الأحوال لسنا نحن من سيقسم سوريا.
س- شكراً جزيلاً لك أستاذ عبد الحميد درويش رئيس لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكردي.
- أنا الآن لم أعد رئيس لجنة العلاقات الخارجية للمجلس، لأن هذه اللجنة حلت بعد اتفاقية هولير في 11 تموز و انتهى عمل اللجنة بموجب الاتفاق ، بانتظار تشكيل لجنة أخرى مشكلة من الطرفين و أشكر قناة كلي كردستان لإفساح المجال أمامنا و لأنها تقوم بإيصال صوت كرد سوريا إلى كل الكرد في أنحاء العالم .
ترجمة و نقل عن التلفزيون:
موقع الديمقراطي