آيات القرآن الكريم التي تبين حق الاختلاف في الكون
آيات القرآن الكريم التي تبين حق الاختلاف في الكون 1-- سورة المائدة (48) "// لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ / صدق الله العظيم 2—سورة الروم 22 " وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ " 3- سورة فاطر" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) 4- سورة التغابن " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2) 5-سورة الزخرف " وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) 6- سورة الحجرات 13" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)
الجزيرة.نت ,العربية نت. كردستان تفي, سكاي نيوز
16/03/2012
نـزار بـيرو : فردوس عروس حلبجة
نـزار بـيرو : فردوس عروس حلبجة
بعد ان أصبحت كوردستان فردوساَ، كانت فردوسُ قد ماتت..في مثل هذا اليوم من عام ثمانية و ثمانين ، قصف الطيران العراقي مدينة حلبجة بالسلاح الكيماوي وقتلَ أكثر من خمسة آلاف من أهلها.
فرَ من بقي منهم أحياء ، إلى إيران وهم يعانون من آثار ذلك السلاح المدمر من جهة ، ومن جهة ثانية فقدهم لأهلهم و أقربائهم الذين اندثرُ هنا وهناك و بين أزقة و شوارع مدينتهم الشهيدة .
حينها كان هنالك ولد رضيع ، جاء ولادته في هذه المدينة قبل ذلك الحادث بشهر أو أكثر ، وقد أسمياه والداه ( زمناكو ) على اسم قمة أو جبل أشم من جبال كوردستان ، ولكنه و منذ ذلك الوقت عاش باسم آخر اختارته له أمه التي لم تلده ، و كَبُرَ ووعى على ارض ليس بأرضه ، ووطن لا يعترف به ، حتى و ان كان يتكلم بلغتهم ، ولا يفهم لغة غيرها .
قصة هذا الطفل بدأ عندما فرَ مع والدته من مدينة حلبجة باتجاه إيران، ومن هول الکارثة، ان تفرق الطفل عن والدته ، و اختار له القدر ان يتربى في كنف عائلة إيرانية أكثر من عشرين عاماً ، و اختار له اسم ( علي ) .
ولكن و بعد ان أصبح الطفل الصغير شابا في العشرين من عمره ، وجد نفسه وحيدا بعد ان توفيت السيدة التي قامت بتربيته كل تلك السنين ، فأخذ يبحث عن جذوره لكي يحصل على وثيقة أو أوراق تثبت هويته في ( إيران ) لكن وعندما تعذر ذلك ، وعرف بحقيقة أمره ، كان قد عاد أخيرا إلى مدينته ( حلبجة ) تلك المدينة التي ولد فيها .
حينها تقدمت أكثر من عائلة تبحث عن أفراد فُقِدُ لهم في تلك الظروف للکشف عن نسب علي، عسى ان يكون هو ضالة إحدى هذه العائلات .
و بعد ان كشف الفحص الجيني هوية الشاب والذي تعرف و بعد أكثر من عشرين عاماً على عائلته الحقيقية و اسمه الحقيقي ( زمناكو ) ، كان لحظات الإعلان عن نسبه لحظات مفعمة بالمشاعر و كل من شاهدها و كان موجودا في ذلك المكان، و من تابعها من على نشرات الأخبار، لعل وانه قد تأثر بها ، و يكون قد تذكر و أحس بهول كارثة حلبجة و بشاعة ما حدث ذلك اليوم .
وأنا أتابع ذلك الحدث تذكرت حادثة أخرى كانت قد حدثت في مدينة حلبجة قبل سنوات و في الوقت الذي كان الحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكوردستاني و الإتحاد الوطني، في فترة تطبيع العلاقات من جديد بعد اتفاق للصلح بينهما، بعد سنوات من الاقتتال، و في تلك الفترة كان قد بدأ صراع من نوع جديد بين أجهزة الأعلام للطرفين و كان كل طرف يعرض تقارير خبرية في مناطق الطرف الآخر ، و يعرض أوجه الخلل و التقصير فيها ، الحادثة كان ضمن تقرير مصور من مدينة حلبجة و في نشرة للأخبار لقناة فضائية تابعة للديمقراطي الكوردستاني .
التقرير کان يعرض اوجه التقصير في البناء و الاعمار في مدينة حلبجة و كان التقرير يدور حول فتاة صغيرة ذات عشرة أعوام وحيدة والديها و اسمها ( فردوس ) كان والداها من هؤلاء الذين فقدُ أهلهم في قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي، و كانت الفتاة الصغيرة قد تعودت ان تلعب بمرجوحتها و التي عُلقت حبالها في ركيزة خشبية لإحدى الغرف المحطمة بفعل القصف ( الصدامي ) لها منذ سنين ، حيث كانت الفتاة الصغيرة تفيق كل صباح ، و تظل تلعب بمرجوحتها إلى ان تستيقظ والديها.
ذلك الصباح استيقظ والدها ولم يجد الصغيرة ( فردوس ) فاخذ يبحث عنها في باحة الدار مثل المجنون و ينادي باسمها عسى أنها تسمعه ، و لكن دون جدوى .
أخيرا سقط على ركبتيه وانتابه موجة من البكاء الهستيري ، ذلك عندما رأى خصلات من شَعر فردوس الأصفر تبرز من بين الحجارة المهدمة للجدار العتيق .
هذه هي حلبجة ، المدينة التي ألهمت الشعراء والفنانين في شعرهم و لوحاتهم وأفاقت ضمير و وجدان العالم حتى أصبحت قبلة لزوار و ضيوف كوردستان ، يضعون أكاليل الورود بين ثناياها و على مروجها الخضراء و التي لم تعد كذلك بعد ان لبست البياض ، البياض الذي لفت به الأجساد الطاهرة ، البياض التي سممت ترابها و حرقت نباتها و أبادت أهلها ، أهلها هؤلاء الذين دفعُ الثمن ، هم دفع الثمن و الكل قد قبض . و أول القابضين كنا نحن ، نحن من نعيش في بلاد الغربة ، بلاد الأحلام والنعيم و العذاب ، حيث لولا هم لما كنا هنا ، لو لم يلتف أجساد أطفالهم البياض و يمتلأ بطونهم بالخردل الأبيض ، لما لبس أطفالنا الفرو الأبيض كالثلج ، ولما احتسوا الحليب و الشكولاتة و هم جالسين على مقاعدهم المريحة في قاعة الدرس، وهم يأخذون دروساً في المساواة واحترام المقابل كانسان . لو لم يلتف أجساد أطفالهم البياض و يمتلأ بطونهم الخردل الأبيض ، لما ترفرفَ علم كوردستان في كل بيتْ . لما تحققَ الحلم وأصبح الرئيس كوردياً .
لما كان هناك إقليم و رئيس إقليم كوردستان .
لو لم يلتف أجساد أطفالهم البياض لما كان هناك حكومة ولا برلمان ، و لا نفط ولا بنيان .
لو لم يلتف أجساد أطفالهم البياض لما كان هناك صروحاً و قصوراً عملاقة، ولا كان هناك ثروات ولا شركات ولا أبراج تعالي السماء و تنتظر من يدفع لكي يسكن فيها ، و يتمتع بنعمها. ولولاهم، لما كان هناك سهر في ههولير، ولا طرب ، يطرب لياليها ( عندليب الفرس ) و ( فنانات العرب ).
نـزار بـيرو
السويد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق