نصف
قرن مضى على بدايات انطلاقة ثورة أيلول العظيمة التي خطط لها وقادها
بجدارة واقتدار ، وأوصلها إلى بر الأمان قائد الأمة الكردية ورمزها بلا
منازع أو منافس ، وجواز سفر الشعب الكردي وهويته القومية في كل أرجاء
المعمورة ، القائد الخالد مصطفى البرزاني إلى أن تكللت جهود المناضلين
بقيادته بالنصر والظفر .
قال فيه المرحوم الأستاذ محمد نذير مصطفى السكرتير العام السابق
لحزبنا : إنه موسوعة سياسية عسكرية متخصصة في الشؤون الكردية ، يهتدي في
عمله بأفكاره المستنبطة من واقع الشعب الكردي بكل مزاياه وعيوبه ، فيطور
مزاياه ويحاول تسخير عيوبه لصالحه ، ذو فكر مزود بقدرة على الاستشعار عن
بعد بمواطن الخطر والأمان عن طريق ظواهر وإرهاصات يراها العديد من أعوانه
غير ذات علاقة بمصدر الخطر أو الأمان ، بينما كان يراها هو على تماس مباشر
معه ، فكانت شخصيته لذلك السبب ظرفاً موضوعياً نادراً إيجابياً للحرب
والثورة إلى جانب كونه أكبر الظروف الذاتية لها .
كما قال فيه المحلل العسكري البريطاني : ( إن قصة الثورة الكردية إنما
هي قصة الملا مصطفى ) أما رئيس المفتشين البريطانيي في العراق في ذلك
الوقت " ديج بردن " فقد قال : ( إن هذا الرجل من الأبطال الذين سيدون
التاريخ اسمهم بمداد من ذهب في سجل أفذاذ العالم ) اما عدوه اللدود
الجنرال الفارسي " رازم آرا " قال فيه باختصار : ( إن هذا الرجل أدهى من
نابليون ) وفي هذا الشهر أطلت علينا الذكرى الحادية والخمسون والشعب الكردي
يتمتع بمعظم حقوقه القومية في كردستان العراق
ويناضل معتمداً على إمكاناته المتواضعة في بقية أجزاء كردستان ،
ومستمداً الدعم بكل اشكاله من الأمين على نهج البارزاني الخالد بعد أن تبوأ
رئاسة رئاسة إقليم كردستان العراق فكان الوفي لحمل الأمانة والمؤهل لإنجاز
توصيات البارزاني الخالد والسير بجدارة واقتدار وإخلاص لإنجاز ما لم ينجز
بعد .
ونحن من موقعنا وفي قيادة الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (
البارتي ) نثمن ونقدر عالياً الإنجازات التي تحققت في إقليم كردستان في
كافة المجالات ، والنجاح الباهر في تقديم نموذج راق من الديمقراطية وبناء
دولة المؤسسات والقانون ، وإصرار على استكمال تحقيق كافة تطلعات شعبنا
الكردي والكردستاني خاصة في ما يتعلق بتطبيق المادة /140/ من الدستور
العراقي ، ومساهمة الكرد الفعالة في تحقيق الاستقرار والأمن على مستوى
العراق .
وفي هذه الظروف البالغة الخطورة والحساسة التي يمر بها شعبنا الكردي
في كردستان سوريا كان لسيادة الرئيس مسعود بارزاني وبدافع من الشعور
بالمسؤلية القومية تجاه شعبه دور محوري ، فلم يدخر جهداً من أجل لملمة الصف
الكردي المبعثر في إطار واحد وهيئة كردية عليا ، ليساهم بقوة في وقف بل
تحريم وتجريم الاقتتال الكردي الكردي ، ليكون الكرد صفاً واحداً وبموقف
سياسي واحد ، وليصبحوا رقماً صعباً في المعادلة السياسية السورية يستحيل
تجاوزها والقفز فوقها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق