بثينة شعبان المتحدثة باسم مؤتمر حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية
10/2010 م بقلم برزان برازي
على ما يبدو انه بعد مرور سنوات على تبوء البعث السوري للسلطة في عام 1963 ذاك اليوم المظلم في تأريخ سورية و حتى الوقت الحاضر لم يستطيع هذا الحزب من أن يحسن من صورته إذ أنه في كل يوم يمر على دوره في الدولة السورية يزداد ذلك اليوم قتامة بظلامٍ دامس فهو من اليوم الأول لاستلامه السلطة حاول أن يُقصي باقي فئات الشعب و مكوناته غير المنتمية إليه خارج إطار الدائرة وأقصد بذلك دائرة السلطة و الدور الوطني الذي هو واجب على كل المواطنين القيام به و منذ ذاك الوقت بدأت الأنانية في هيكلية هذا الحزب تتضخم على حساب الآخر الذي هُمش لكونه لا يتفق مع رؤى و أهداف هذا الحزب الحاكم حينما نص الدستور في مادته الثامنة: على إنه الحزب القائد للدولة والمجتمع فاختزلت الأمر إلى ابعد ما يتصوره العقل البشري إذ اختزلت صورة الوطن و المواطن في أجهزة الدولة والدولة في منظومة الحزب و الحزب في شخصية الدكتاتور الأمين العام للحزب و بالتالي فهو يحتوي في داخله عناصر جموده و موته ففي الوقت الذي كان ينادي فيه للحزب على انه حركة جماهيرية شعبية فان تفكيك هذه الجملة تجعلنا نقف على مقوماته الأساسية / الحركة- جماهيرية- شعبية/ فالحركة على حد قول الفلاسفة القائلين بديمومة التغيير في الزمان و المكان تعني أنه هناك تغيير مستمر يطرأ على هذا الشيء أو ذاك بيد أن هذه الحركة أي حزب البعث ما هي سوى تجليات الحركة التي لا تستطيع النهوض من كينونتها سوى أنها تتصف بالجمود فهي تشربت من أفكار منظريها الأوائل القوميين الشوفيين كالارسوزي و غير ه من أصحاب المشروع القومي العروبي الشوفيني الحاقدين على غيرهم من شعوب العالم ليس لشيء إلا لعقد نفسية عانوها من جراء عدم قدرتهم على التمتع بالحيوية و العطاء كغيرهم من البشر فباتوا يصبون جام غضبهم على غيرهم لتعويض ما عانوه من النقص و لكي يريحوا أنفسهم، لكن هيهات أن يتحقق لهم ذلك إذ أنهم سيموتون بغيضهم و سوف يلحق بهم من يسير في فلكهم من هذا الحزب وغيره من الأحزاب التي تسير على هدى هذا الحزب فأفراد هذا الحزب لكثرة ما غرس في عقولهم و ما تم لهم من غسلٍ في عقولهم باتوا لا يستطيعون التحكم إلى المنطق ولا إلى الواقعية المعاشة كواقع معيوش إذ أنهم لا يخرجون من دائرة الإنشاء الكلامي مع إن قواعد لغتهم التي يتغنون بها ليست هي من إنجازاتهم إنما هي وضعها أبناء الشعوب المتاخمة لهم أو المتعايشة معهم على أسس دينية كالأكراد و الفرس من أمثال سيبويه و أبو الأسود الدؤولي و حتى الأرقام التي يزاولونها في حياتهم فهي أرقام ذات أصول هندية فماذا أنتج هذا الحزب وماذا أنتج هذا الشعب الذي يعولون عليه الكثير مع انه لم يأتي حتى الآن إلا بالقليل فلولا كفرهم وفسقهم لما انزل الله هذا الكتاب المقدس بلغتهم حتى الله تعالى أراد أن يهديهم إلى الصواب و الحق بقوله تعالى:" و جعلناه قرآناً عربياً لعلهم يهتدون"و قوله تعالى":" أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" إن الله أراد أن ينتشلهم من واقعهم المرير لكنهم مع ذلك بعيدون كل البعد عن ذلك فهم إسلاميون حينما يخدمهم الإسلام و هم إيديولوجيين علمانيين حينما تخدمهم تلك ومع كل هذا وذاك فهم لا يتقنون هذه اللعبة فالبعثيون باتوا كذلك الطفل الذي تربى على ثدي أمه و حينما يراد له أن يرضع من ثدي آخر فانه يرفضه ليس لأصالته و إنما لجهله بحقيقة الآخر و الخوف المسيطر على حياته و قلقه من وجوده و خوفه من الموت عند الاقتراب من الاخر0
إن الشخص القومي بفكره و بجسده هو الذي يستطيع أن يحاور الأخر و يمارس معه كل ألعابه حتى يزيد من معارفه و يقوي من جسده وذلك بإضافة فنون الغير إلى فنونه فيصبح لديه زخماً اكبر من الأخر وهو سيصبح كالقزم الذي يرى الأفق أكثر من العملاق حينما يرفع القزم على أكتاف العملاق إن القزم بإمكانه أن يلعب الدورين-أن يرى ما هو أمامه و في الدور الآخر أن يرى ما هو ابعد من ذلك هذا إذا حمل قزم على عملاق فكيف يكون الحال إذا بدلنا القزم أيضا بعملاقٍ آخر أما حزب البعث فانه بقي في الحضيض بقي محافظاً على دوره الأساسي وكان لسان حاله يقول له منولوجياً أخاف من السقوط من فوق أكتاف العملاق إلى الهاوية فأتكسر فالأفضل أن أبقى في الهاوية و هذا العملاق طبعاً اقصد به مسيرة الحياة مع الآخرين مع الحياة .
إن هذا الحزب حول ممن يضمهم في صفوفه من الشعب إلى شلة من المخبرين و السماسرة و المرتزقة فلا يتحسن لهم شيء سوى خطوطهم وهم بهذا يتفوقون على غيرهم لكثرة التقارير الذين يكتبونها يومياً بل حتى انه بات بين كل مخبر ومخبر هناك مخبرجي مرتبته أعلى من الاثنين لأنه يكون قد كتب التقارير برفاقه المخبرين اقصد الحزبيين وهنا يتبادر إلى ذهني ما قاله أحد المرتزقة/عماد فوزي الشعيبي/ و هو عضو ما يسمى مركز الدراسات و المعطيات الاستراتيجية في 6/6/2005م حين قال و هو يتفاخر أن حزب البعث هو الحزب الوحيد الذي يضم في صفوفه أكثر من ثمانية ملايين شخص أما باقي الأحزاب فليس في صفوفه أكثر من مائة شخص فكأن بعيون هذا المرتزق قذىً أم به عوار حينما يغض الطرف عن الأحزاب الكردية و حتى الأحزاب الأخرى المعارضة لهذا الحزب و هذا النظام فحين تنادي الأحزاب الكوردية لمسيرة تلاحظ بمئات الآلاف تخرج ملبية هذا النداء مدفعة بالغالي و النفيس من اجل هذا النداء بينما في صفوف حزب البعث الذي لم يحس حتى الآن بالانبعاث فانه يكون بالقصر و الإكراه لأن عناصره هم من إحدى الفئات الثلاث التالية:
- إما لنزعة شوفينية عروبية وهي لا تمتلك من الأداة ما يجعلها تفكر أبعد من انفها فتخبط في كل محاولة للنهوض فيما إذا امتلكت حس النهوض كما قلت0
- و إما هم الانتهازيون الذين دخلوا إلى صفوف هذا الحزب خوفا على مصالحهم فهم الحزبيون الشكليين أي تكملة العدد حتى يتفاخر بأعدادهم المهووسون من أمثال عماد فوزي الشعيبي وأمثاله كثر ، و لا يعلمون بان أسد في الغابة يطغى صيته على كل حيوانات الغابة من الثعالب و الذئاب وبنات آوى الذين لا يعرفون سوى المكر والخداع .
فهذه الفئة حفاظاً على مصالحهم الخاصة و كنتيجة طبيعية لتضخم الأنا لديهم فهم يفضلون مصالحهم على مصالح الوطن والمواطن، وعند أدنى إشارة للخطر تراهم ينسلون من هذا الحزب أو يتقاعسون عن القيام بما هو المطلوب لأنهم بالأساس جاؤوا للحفاظ على مصالحهم .
- أما الفئة الثالثة: فهي الفئة السماسرة و المتسلطين في الحزب فهؤلاء بدخولهم للحزب أرادوا أن يصلوا إلى مراتب في السلطة يستطيعون من خلالها أن يجمعوا الثروة عن طريق التسلط و السمسرة بان يسيروا في تخليص موقوفٍ من براثن الأمن و الدولة الأمنية أو يستغلوا مناصبهم للدخول معهم بالشراكة في أمواله و ثروتهم كما كان يفعل رئيس أحد اكبر فروع الأمن العسكري في منطقة القامشلي العميد محمد منصورة آنذاك و أمثاله كثيرون في كافة الفروع الحزبية و الأمنية فكما قلت سابقا بان الدولة من يوم تسلط حزب البعث على زمام الأمور فيها،أتت تقصي كل شخص من أي منصب لا ينتمي إليه ، لا بل أنها لم تقف عند هذا الحد بل أنها حولت امن الدولة إلى دولة الأمن فكل همها أن تحافظ على مصالحا الخاصة أن تحافظ على أمنها أما أمن المواطن فهو فداء لأمنه هو.
فأين هو الناظم الأخلاقي لهذا الحزب نعم أنه ليوم أسود كان يوم الذي استلم فيه هذا الحزب زمام الأمور في البلاد هذا بالنسبة لكل فئات الشعب بشكل عام أما بالنسبة للشعب الكوردي الموجود على أرضه جغرافياً و تاريخياً المقسم بحسب اتفاقية سايكس بيكو بين الدول الأربعة (تركيا-إيران – العراق – سوريا) فمنذ ذلك الوقت بدأ الشعب الكردي يذوق الأمرين – مرة لأنه كباقي فئات الشعب السوري يعاني من فقدان التعامل الديمقراطي و الإنساني لأنه لا ينتمي إلى هذا الحزب – و في المرة الثانية لكونه يشكل أقلية قومية فهو محروم من التمتع بخصوصيته كشخصية اعتبارية لها مقوماتها الخاصة بها و هنا يأتي دور النخبة المثقفة العربية التي مهما تجردت من أنانيتها التي يتمتع بها عناصر حزب البعث فأنها لا تستطيع أن تتعامل مع هذا الشعب على كونه شعب له خصوصيته فوق أرضه و إذا خرج من بينهم من يعتبرون أنفسهم ديمقراطيين فأنهم لا يعترفون سوى بالحقوق الإنسانية للشعب الكوردي كمنةٍ عليهم هذا هو حال الفئة المثقفة فما بالك بالذي لا يفهم و لا يعرف سوى فكر حزب البعث الشوفيني على أن كل الناس هم عرب فالأكراد هم أكراد عرب سوريون كما نطق بهذا مستشار وزير الإعلام في دولة البعث لا أعلم هل هو يتغابى أم أنه بالفعل غبي حينما يحاول أن يمزج بين شعبين مختلفين بأصولهم العرقية/ فالعربي هو ذو أصل سامي بينما الكوردي هو من الأصل الآري/ مضرباً بعرض الحائط كل حضارة الكورد ، أظنه هنا يتغابى لأنه يجعل من العرب هم المحتوى للأكراد و إن العرب هم أصل الأكراد – و دعني هنا اتفق معك جدلاً يا سيد عفواً يا شيطان أحمد حاج علي على هذه المقولة،فبحسب ما تدعي بان الأكراد هم العرب فللكورد الحق بان يتكلموا بلهجتهم المحلية و أن يتكلموا و أن يكتبوا بأحرفها و أن يتعلموا بها مثلهم كمثل باقي فئات الشعب العربي الذين يتكلمون بلهجاتهم المناطقية كالمغربية و التونسية و الشامية و اللاذقانية فحينما يأتي هذا الدور فأنتم تتناقضون مع أنفسكم وتقولون بان هذه اللغة لا يجوز التكلم و التعلم بها و لسخافة البعض من أمثالك يقولون لنا: أنكم تتكلمون بها في منازلكم و كأ ن لسان حاله يقول يا ليتني أستطيع أن امنعهم من التكلم حتى في المنولوج أو مع زوجته.
أن نفسية البعض القذرة تحاول أن تطال حتى إلى ما هو مقدس إلى علاقة الإنسان مع ذاته و مع ربه فهؤلاء هم الجزء الثاني من المقولة التفكيكية للحزب التي قلنا من البداية بأنها حركة جماهيرية شعبية فأية جماهير تضمهم وأي شعب هو.
إن كل من ينتمي إليه الشعب العربي حتى و لو كان بربرياً أو من الامازيغ أو الأقباط ...
إن البنية الفكرية للعناصر البعثية موسوسة و مهوسة فلا تستطيع القدرة على الحراك و الإتيان بما هو ملائم للواقع ففي الوقت الذي قام فيه كل حركات العالم بتغير نفسها أو إجراء تعديلات تجميلية لكي تستطيع مواءمة المألوف في واقعها و التكيف مع الواقع المتغير الذي يقول به الفيلسوف /هيراقليطس/ بأنه لا يستطيع المرء أن يستحم في مياه النهر مرتين لان مياه جديدة تحل في كل مرة / إن الذهنية لدى عناصر البعث بقيت تؤمن بالواقع الجامد التي كانت إقطاعية العصر الوسيط الأوربي تقول به للحفاظ على إقطاعياتها فكذلك عناصر البعث امنوا بهذه المقولة للإبقاء على مصالحهم الشخصية وهم يتمسكون هنا بمقولة زينون الايلي و بارمنيدس فلاسفة الثبات في العالم الكوني على انه لا شيء يتحرك وعلى إن كل ما يتحرك هو في الشكل الظاهري .
أن البنية الفكرية للبعث هي بنية فاقدة للإبستومولوجيا و الاكسيولوجيا و تتصف بالازدواجية و التعامل بمكيالين في القضية الواحدة ، ففي الوقت الذي كانت توصف العثمانيين و الفرنسيين بإتباعها سياسة التتريك و الفرنسة ووصفتها بالصفات البذيئة نراها حالياً توصف ما تقوم به في هذا الاتجاه بأنه نضال ضد الانفصاليين فتقوم بسياسة التعريب و إنشاء المستوطنات في أراضيهم و تغيير أسماء مدنهم و قراهم الدالة على أصالتهم القومية إلى أسماء عربية محاولة في ذلك كما قلت سابقاً للقضاء على نقصها و عقدها النفسية و ما آلت إليه من السقوط في الهاوية تحاول و كطائر مكسور الجناح أن تطير – تحاول أن تفرض على الآخرين ما تعانيه فهي على ما فيها من فساد تمارس الإفساد فتصور ماذا سيكون نتيجة العمل المفسد و كما نعلم المقدمات الفاسدة لا تأتي إلا بالنتائج الفاسدة.
فحينما يتطرق الأمر إلى الأقليات الموجودة معها نتيجة السياسة الدولية القصرية كما جرت على الشعب العربي أيضاً ’ فان أغلبية عناصر هذا الحزب يعتبرون الأقلية مخلب الاستعمار في تهديم الدولة القومية.
لتعلموا بأن الأخر موجود بالرغم من أنوف أنآكم المتضخمة ,وأن أغلبية عناصركم هم من خريجي السجون أو نزلائه لأسباب أخلاقية , و حينما يحاول أحد من أبناء المجتمع غير المنتمي إليه توجيه النقد إليهم فإنهم بذلك يكونون قد تخطوا الخطوط الحمراء و بالتالي يجب التخلص منه بشتى الوسائل
فهم هنا يستخدمون الأجندة التي كان يقول بها ميكافيلي في كتابه الأمير" كن ذئبا وثعلبا وأرنباً "كل في وقته المناسب على الأمير أن يتخلص من الذين ينتقدونه بأيادي غيره حتى لا يكون في دائرة الشك و بالتالي تتوالى حلقات مسلسل القتل و التخلص من الآخرين.
إن حزب البعث لكونه عاجز عن العطاء و لا يمتلك الوسائل و الأدوات الحضارية التي تؤهله لكي يمارس دوره الحضاري الإنساني فترى عناصره يلتجوؤن إلى الهمجية في التعامل مع الآخر محاولين إلغاء الآخر أو جعله يتماهى معه أو إذا استطاع ابتلاعه فلا يتوانئ عن ذلك .
إن إشكالية حزب البعث العربي السوري هو عدم قدرته على فهم المتغيرات الإقليمية و الدولية و ما وقعت فيه توأمها البعث العفلقي الصدامي و كل ماتعرفه هي الوقوف على الإطلال مع أن الإطلال بذاتها هي ليست من صنعها لكي تتغنى بها و تتناسى المعطيات التاريخية.
أنها تتقن قتل الآخر و هي لا تعرف بأن /الأنا/ لا تُعرف إلا بوجود/ الآخر/ كما الشر لا يعرف إلا بوجود الخير أفلا تعلم بأنها بذلك تعارض مشيئة الله تعالى بقوله:و من آياته خلق السموات و الأرض و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم"الروم22
أن هذا الحزب حينما يحاول الظهور بمظهر الثنائية تطغى فيها الأهداف الإيديولوجية و المفاهيم البراقة على الشعارات الواقعية. أنها تحفر قبرها بأيدي عناصرها ولن تستطيع النهوض ببنية المجتمع الذي تدعي بأنه تعمل من أجله . أن على حزب البعث أن تخرج من دوامة التراث الفكري القومي الشوفيني الضيق إذا أرادت لنفسها البقاء و الاعتراف بالآخر الموجود كمعطى واقعي.
إن القضية الأساسية هنا هو أن حزب البعث أي فكر يعتنق ؟ لان التغيرات الجذرية تقوم بها قوى مفكرة حين تلتحم بالجماهير الشعبية.
أن الفكر هو دائماً فكر عالمي هكذا كان الفكر اليوناني و الفكر الهندي ووو لذلك فإننا أمام إشكالية فكرية حينما لا تتعاطى مع الآخر, كيف لهذا الحزب أن يتحدث عن العروبة و عن الأمة؟
إن الأمة تعني مجموعة من البشر أسسوا فيما بينهم لحمة من خلال مسيرة طويلة من التطور الاجتصادي و انعكاساته الفكرية الثقافية, وبالتالي أن تتجاوز كل ارتباط تجزيئي(قبلي- مللي- طائفي) و لا شك بأن هذا الوعي لم يتبلور بعد عند العرب و خاصة في حزب البعث مع ادعائه بأنه ضد ذلك فلا يزال الطائفة العلوية هي المسيطرة على زمامه.
ثم هناك إشكالية ألا وهي متى تكونت الأمة العربية, قبل الدعوة الإسلامية أم خلالها أم بعدها ؟ لان الإجابة على ذلك تحدد متى اتخذت الثقافة العربية سماتها---و نظراً للمعطيات السابقة التي ذكرتها فان العرب لم يتكونوا كأمة واحدة إلا بعد أن جاء الإسلام و ارتبطت العروبة بالإسلام لكن العروبيون البعثيون حاولوا أن يضعوا حول أنفسهم هالة من القداسة أكثر مما يجب أن يكون للدين الإسلامي ,فالإسلام بات لهم كقناع , فحينما تحاول أية قومية أن تعبر عن ذاتها فتوصف تلك القومية بصفات دونية بحسب نظرتها فهي تارة علمانية تحاول إلحاق الضرر بالدين و تارة أخرى هي مخلب للصهيونية. بينما في الحقيقة من هم في أعلى مناصب حزب البعث يحاولون اللحاق بالصهيونية أو حتى الجلوس معهم لكن الصهيونية تطلب منهم الكثير حتى تتفاوض معهم و حينما يصافح أمينها العام رئيس إسرائيلي فهو يكون قد صافح من غير قصد أما الآخر فإن حدث و أن صافح فهم يوصفون بأن نواياهم سيئة من هذه المصافحة و أرى نفسي مضطراً للحديث عن موضوع القومية في الدولة الأمنية السورية: ففي الوقت الذي انعقد مؤتمر حزب البعث و حاولوا أن يبيضوا ما هو أسود من تأريخه حينما كلفوا بثينة شعبان الناطقة باسم المؤتمر غير أنها مع محاولتها أن تظهر بمظهر المودرن على إن المرآة هي مثلها مثل الرجال في البعث لكنها لم تستطيع أن تقوم بذلك الدور على كثرة إرسالها الابتسامة هنا وهناك مع كل سؤال يطرح عليها.فهي حاولت أن تتغنى بالألفاظ و الكلمات لكن لسان حالها كان يلهث من هذا السؤال الموجه إليها.
- إذاً ماذا فعلتم بخصوص أحداث القامشلي, و هل هناك مناقشة لقانون الأحزاب – وماذا بشأن الأكراد؟
- أجابت بأنه لا يوجد في العالم أحزاب طائفية أو سياسية بل أنها جميعا تعمل تحت سقف الوطن .=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق