حسين جلبي--صدق النظام السوري: حقـاً إنها عصابة مسلحة
درعا اليوم هي مجد سوريا و عارها.
هي المجد، لأنها اليوم ميدان التحرير، و هي
عار على كل من يكتفي بالفرجة عليها.
يقوم النظام البلطجي اليوم بصب جام نيرانه عليها، فتخرج بثينة الصحاف، تلك الشمطاء الرقطاء، ترقع و تلمع، تلف و تدور حول الحقيقة، و تتحدث عن ملفاتٍ على الطاولة، مضى عليها سنوات و علاها الغبار، و عن قلم الرئيس الذي أصابه الصدأ دون أن يستعمله مرةً واحدة.
سمعنا القصة المكرورة لحد الملل عن الملفات (على طاولة السيد الرئيس) حتى أصابنا الأقياء، و كان ما يحدث كل مرة لا يشير إلى توجهٍ إيجابي لحل تلك المسائل، بل إلى تأزيمٍ و تعميقٍ للأزمات التي خلقها النظام أصلاً. كان موضوع الكرد المجردين من الجنسية من المواضيع التي فوق طاولة السيد الرئيس، و لكن بدلاً من حله، و كان يمكنه ذلك بجرةٍ من قلمه الكريم، كان ما يحدث كل مدة هو إدخال الشعب الكردي في مزيدٍ من المتاهات، صدر بهذا الصدد و بقلم السيد الرئيس المرسوم التشريعي رقم 49 الذي قضى على كل مظاهر الحياة في منطقة الجزيرة، و حولها إلى مدن أشباح، يرمح فيها الفقر و العوز و الذل، بعد أن حرم أهالي المنطقة من مصدر رزقهم، عندما منع كل تصرف قانوني على بالعقارات، ثم أستمر التضييق على الكرد لدرجة منعهم من العمل في المطاعم في دمشق و المدن الكبرى، و تم إعمال القتل في الشباب الكردي و خاصة منذ آذار 2004 دون أن يرف للنظام جفن، أو تأتيه صحوة من ضمير، و كانت قمة الخسة، هي مسلسل قتل الشبان الكرد أثناء أدائهم الخدمة الإلزامية حتى تجاوز العدد الأربعين، و الإدعاء بأنهم إنما يقدمون على الإنتحار، أو يصبون في حوادث عرضية، بالمناسبة، لم يعد أحدٌ يسمع بمقتل المجندين الكرد منذ أن شعر النظام بأنه قد أصبح على حافة السقوط.
وعود بثينة الصحاف سمعناها إذاً منذ سنوات و حدث عكسها، إنتقامٌ النظام بشكلٍ مريع من كل من سولت له نفسه الخروج على عصاه بمجرد إن إستقرت له الأحوال، و اليوم و بمجرد خروج النظام من عنق الزجاجة ـ هذا إذا خرج كما يحلم ـ فسيعود إلى سيرته الأولى، و ما فعله في منطقة الجزيرة على مدى السنوات التي تلت إنتفاضتها، سيكرره بحذافيره لا بل بشكلٍ أفظع في منطقة حوران، و سيحلم أهالي درعا كما حلم أهالي الجزيرة من قبلهم بالعودة إلى الحال التي سبقت إنتفاضتهم، و لكن هيهات لهم ذلك.
درعا التي رفعت علم كردستان في نوروز الفائت، و جعلت الحكومة السورية، و إعلامها، و موظفيها المحليين في محافظة الحسكة، من المحافظ إلى مدراء المناطق وأمين حزب البعث وغيرهم يحتفلون تحت راية هذا العلم و يحتفون بالكرد، و هم الذين كانوا يحابون الكرد بشتى الإسلحة، درعا هذه تستحق منا رد الجميل، فقبل درعا، قبل 15 آذار 2011 كانت الإستعدادات الكردية و كالعادة للذل و الإهانات و المضايقات و حتى القتل جاريةً على قدمٍ و ساق، و لكن بعد هذا التاريخ، و بعد أن دخلت درعا على الخط، تغير كل شئ، و رأينا محاولة حكومية أخرى ـ و ربما أخيرة ـ لضرب مكونات الشعب السوري ببعضه، من خلال رسالة كاذبة مفادها أن هناك من لا يبالي بكم يا أهل حوران، و لكن باءت المحاولة بالفشل، فالمسألة لم تكن سوى مسألة وقت، و حرصٌ على أرواح النساء و الأطفال الذين خرجوا في عيد النوروز، و بمجرد عودة هؤلاء إلى بيوتهم سالمين، تغيرت المعطيات، و سيكون كل شئ كما تشتهي درعا و تريد.
المسألة الدرعاوية كما المسألة الكردية التي سبقتها، بل المسألة السورية عموماَ، قدم لها النظام ملخصاً شافياً وافياً: عصابة مسلحة يقودها رئيس بمرتبة رئيس، إستفردت بالشعب الآمن و لم تجد من يردعها، إلى أن ظهرت درعا.
حسين جلبي
jelebi_(at)_hotmail.de
درعا اليوم هي مجد سوريا و عارها.
هي المجد، لأنها اليوم ميدان التحرير، و هي
عار على كل من يكتفي بالفرجة عليها.
يقوم النظام البلطجي اليوم بصب جام نيرانه عليها، فتخرج بثينة الصحاف، تلك الشمطاء الرقطاء، ترقع و تلمع، تلف و تدور حول الحقيقة، و تتحدث عن ملفاتٍ على الطاولة، مضى عليها سنوات و علاها الغبار، و عن قلم الرئيس الذي أصابه الصدأ دون أن يستعمله مرةً واحدة.
سمعنا القصة المكرورة لحد الملل عن الملفات (على طاولة السيد الرئيس) حتى أصابنا الأقياء، و كان ما يحدث كل مرة لا يشير إلى توجهٍ إيجابي لحل تلك المسائل، بل إلى تأزيمٍ و تعميقٍ للأزمات التي خلقها النظام أصلاً. كان موضوع الكرد المجردين من الجنسية من المواضيع التي فوق طاولة السيد الرئيس، و لكن بدلاً من حله، و كان يمكنه ذلك بجرةٍ من قلمه الكريم، كان ما يحدث كل مدة هو إدخال الشعب الكردي في مزيدٍ من المتاهات، صدر بهذا الصدد و بقلم السيد الرئيس المرسوم التشريعي رقم 49 الذي قضى على كل مظاهر الحياة في منطقة الجزيرة، و حولها إلى مدن أشباح، يرمح فيها الفقر و العوز و الذل، بعد أن حرم أهالي المنطقة من مصدر رزقهم، عندما منع كل تصرف قانوني على بالعقارات، ثم أستمر التضييق على الكرد لدرجة منعهم من العمل في المطاعم في دمشق و المدن الكبرى، و تم إعمال القتل في الشباب الكردي و خاصة منذ آذار 2004 دون أن يرف للنظام جفن، أو تأتيه صحوة من ضمير، و كانت قمة الخسة، هي مسلسل قتل الشبان الكرد أثناء أدائهم الخدمة الإلزامية حتى تجاوز العدد الأربعين، و الإدعاء بأنهم إنما يقدمون على الإنتحار، أو يصبون في حوادث عرضية، بالمناسبة، لم يعد أحدٌ يسمع بمقتل المجندين الكرد منذ أن شعر النظام بأنه قد أصبح على حافة السقوط.
وعود بثينة الصحاف سمعناها إذاً منذ سنوات و حدث عكسها، إنتقامٌ النظام بشكلٍ مريع من كل من سولت له نفسه الخروج على عصاه بمجرد إن إستقرت له الأحوال، و اليوم و بمجرد خروج النظام من عنق الزجاجة ـ هذا إذا خرج كما يحلم ـ فسيعود إلى سيرته الأولى، و ما فعله في منطقة الجزيرة على مدى السنوات التي تلت إنتفاضتها، سيكرره بحذافيره لا بل بشكلٍ أفظع في منطقة حوران، و سيحلم أهالي درعا كما حلم أهالي الجزيرة من قبلهم بالعودة إلى الحال التي سبقت إنتفاضتهم، و لكن هيهات لهم ذلك.
درعا التي رفعت علم كردستان في نوروز الفائت، و جعلت الحكومة السورية، و إعلامها، و موظفيها المحليين في محافظة الحسكة، من المحافظ إلى مدراء المناطق وأمين حزب البعث وغيرهم يحتفلون تحت راية هذا العلم و يحتفون بالكرد، و هم الذين كانوا يحابون الكرد بشتى الإسلحة، درعا هذه تستحق منا رد الجميل، فقبل درعا، قبل 15 آذار 2011 كانت الإستعدادات الكردية و كالعادة للذل و الإهانات و المضايقات و حتى القتل جاريةً على قدمٍ و ساق، و لكن بعد هذا التاريخ، و بعد أن دخلت درعا على الخط، تغير كل شئ، و رأينا محاولة حكومية أخرى ـ و ربما أخيرة ـ لضرب مكونات الشعب السوري ببعضه، من خلال رسالة كاذبة مفادها أن هناك من لا يبالي بكم يا أهل حوران، و لكن باءت المحاولة بالفشل، فالمسألة لم تكن سوى مسألة وقت، و حرصٌ على أرواح النساء و الأطفال الذين خرجوا في عيد النوروز، و بمجرد عودة هؤلاء إلى بيوتهم سالمين، تغيرت المعطيات، و سيكون كل شئ كما تشتهي درعا و تريد.
المسألة الدرعاوية كما المسألة الكردية التي سبقتها، بل المسألة السورية عموماَ، قدم لها النظام ملخصاً شافياً وافياً: عصابة مسلحة يقودها رئيس بمرتبة رئيس، إستفردت بالشعب الآمن و لم تجد من يردعها، إلى أن ظهرت درعا.
حسين جلبي
jelebi_(at)_hotmail.de
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق