رئيس إقليم كردستان: لا يجوز أن تتنحى سلطة الأغلبية بدعوة من الأقلية
استعادت أربيل، أمس، الذكرى العشرين لتحريرها من قبضة النظام السابق خلال انتفاضة عام 1991، وجرت احتفالات شعبية واسعة برعاية رئيس الإقليم مسعود بارزاني، اختلطت فيها الأعلام الخضراء (للاتحاد الوطني) والصفراء (للديمقراطي الكردستاني)، بينما تعالت صيحات تهتف باسم (كاكة) الأخ الأكبر، الذي يرمز إلى الزعيم بارزاني، و(مام) العم الذي يرمز إلى الرئيس العراقي جلال طالباني.
وأمام أكثر من 100 ألف من سكان المدينة الذين اعتلى الكثيرون منهم أسطح البنايات للاستماع إلى خطاب بارزاني بهذه المناسبة، التي استهلها بتقديم تهانيه لشعب كردستان في جميع مناطقها بذكرى أيام الانتفاضة، قال، وهو واقف أمام البوابة التاريخية لقلعة أربيل: «أؤكد لكم منذ البداية أنني أؤيد، من أعماق قلبي، حق المواطنين بالتظاهر السلمي، وأؤيد جميع مطالبهم المشروعة، وأناصرهم بكل ما لديَّ من سلطة، وعلى الرغم من أنني أعتبر نفسي مسؤولا عن الجميع سواء أكانوا أطراف السلطة أم المعارضة، فإنني أشعر أن هناك أزمة سياسية يفترض أن أصارحكم بها بهذه المناسبة.. فمنذ أسابيع خرج المواطنون في مظاهرات شعبية في عدد من مناطق كردستان، ومن خلال متابعتنا وقراءتنا للحدث وجدنا أن هناك مطالب شعبية رفعها المواطنون نعترف بها ونقر بمشروعيتها، لكن، بالمقابل، كانت هناك أجندة مختلفة حاولت بعض القوى المعارضة أن تفرضها على الحدث.. وبدلا من أن تقدم مشروعها للإصلاح، خططت لاستغلال الأحداث الجارية وسوقها نحو العنف وتخريب الوضع، ولقد قلنا ونكررها مرة أخرى: إن التظاهر حق مشروع، ولا أحد يستطيع منعكم من هذا الحق القانوني، لكنني أؤكد أمامكم أنكم أنتم من جئتم بهذه السلطة، وأنتم وحدكم الذين يحق لهم أن يغيروها عبر صناديق الاقتراع».
وتابع بارزاني: «هذه السلطة لم تأتِ بالقوة، بل جاءت بانتخابات حرة جرت عام 2009 حقق الحزبان الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الأغلبية فيها، وهذا بحد ذاته يؤشر لثقة الشعب بهذين الحزبين». وتابع: «كنت سعيدا بظهور المعارضة لكي تراقب أداء الحكومة وتنتقدها في الإطار القانوني، واليوم أجدد دعوتي لهذه القوى المعارضة أن يتفضلوا بمشاركتنا في حملتنا ضد الفساد وإصلاح الوضع وتلبية مطالب المواطنين بالأفعال وليس بالأقوال، وإذا أرادوا أن يشاركونا في الحكومة فأهلا وسهلا بهم؛ لأنني أؤيد بكل قوة تشكيل حكومة ذات قاعدة موسعة تضمن مشاركة الجميع في السلطة، أما إذا كان هدف المعارضة هو فقط تغيير السلطة، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: في أي دولة بالعالم حدث أن تنحت سلطة الأغلبية بمجرد رغبة الأقلية؟
وإذا كانت رغبتهم هي تغيير السلطة والنظام فليتفضلوا.. نعود معا إلى رأي الشعب عبر إجراء انتخابات جديدة ليقرر الشعب من يريده ليمثله في السلطة، أما غير ذلك فلن نقبل بأي خيار آخر، ولن نسمح لأي شخص كان أن يملي إرادته على الشعب الذي قرر من يختاره عبر صناديق الاقتراع، فمن يريد أن يطمس التاريخ المشرق لشعبنا فهو واهم، ولن نقبل بأي تغيير خارج إطار القانون».
وأشار بارزاني في ختام حديثه إلى أن «هناك تحديات كبيرة تواجه شعبنا، فكما رأيتم قبل أيام تم العثور على مقبرة جماعية أخرى تضم رفات ألفي مواطن كردي جنوب كركوك، وهناك 180 ألفا من مواطنينا الذين استشهدوا في عمليات الأنفال لم نجد لهم أثرا بعد، كل هذه التضحيات التي قدمها شعبنا بحاجة إلى المزيد من التكاتف والتعاون بين الجميع لحماية هذا الكيان المتحقق، ومن هذا المنطلق أدعو المعارضة إلى أن تأتي لتشاركنا في إصلاح هذا الوضع من خلال دعم جهودنا، أو العودة إلى قرار الشعب، هناك جراحات كثيرة في جسد شعبنا لم تندمل بعدُ ويجب ألا نضيف إليها جراحات أخرى.. عليه أدعو الجميع إلى التحلي بروح المسؤولية للحفاظ على مستقبل هذا الشعب، وأؤكد أمامكم اليوم أننا لن نسمح لأي شخص كان أن يهدم تجربتنا الديمقراطية في كردستان، وأطمئن أبناء شعبي أنه ليست هناك قوة تستطيع أن تفرض إرادتها على الشعب».
أربيل: شيرزاد شيخاني - الشرق الأوسط
استعادت أربيل، أمس، الذكرى العشرين لتحريرها من قبضة النظام السابق خلال انتفاضة عام 1991، وجرت احتفالات شعبية واسعة برعاية رئيس الإقليم مسعود بارزاني، اختلطت فيها الأعلام الخضراء (للاتحاد الوطني) والصفراء (للديمقراطي الكردستاني)، بينما تعالت صيحات تهتف باسم (كاكة) الأخ الأكبر، الذي يرمز إلى الزعيم بارزاني، و(مام) العم الذي يرمز إلى الرئيس العراقي جلال طالباني.
وأمام أكثر من 100 ألف من سكان المدينة الذين اعتلى الكثيرون منهم أسطح البنايات للاستماع إلى خطاب بارزاني بهذه المناسبة، التي استهلها بتقديم تهانيه لشعب كردستان في جميع مناطقها بذكرى أيام الانتفاضة، قال، وهو واقف أمام البوابة التاريخية لقلعة أربيل: «أؤكد لكم منذ البداية أنني أؤيد، من أعماق قلبي، حق المواطنين بالتظاهر السلمي، وأؤيد جميع مطالبهم المشروعة، وأناصرهم بكل ما لديَّ من سلطة، وعلى الرغم من أنني أعتبر نفسي مسؤولا عن الجميع سواء أكانوا أطراف السلطة أم المعارضة، فإنني أشعر أن هناك أزمة سياسية يفترض أن أصارحكم بها بهذه المناسبة.. فمنذ أسابيع خرج المواطنون في مظاهرات شعبية في عدد من مناطق كردستان، ومن خلال متابعتنا وقراءتنا للحدث وجدنا أن هناك مطالب شعبية رفعها المواطنون نعترف بها ونقر بمشروعيتها، لكن، بالمقابل، كانت هناك أجندة مختلفة حاولت بعض القوى المعارضة أن تفرضها على الحدث.. وبدلا من أن تقدم مشروعها للإصلاح، خططت لاستغلال الأحداث الجارية وسوقها نحو العنف وتخريب الوضع، ولقد قلنا ونكررها مرة أخرى: إن التظاهر حق مشروع، ولا أحد يستطيع منعكم من هذا الحق القانوني، لكنني أؤكد أمامكم أنكم أنتم من جئتم بهذه السلطة، وأنتم وحدكم الذين يحق لهم أن يغيروها عبر صناديق الاقتراع».
وتابع بارزاني: «هذه السلطة لم تأتِ بالقوة، بل جاءت بانتخابات حرة جرت عام 2009 حقق الحزبان الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الأغلبية فيها، وهذا بحد ذاته يؤشر لثقة الشعب بهذين الحزبين». وتابع: «كنت سعيدا بظهور المعارضة لكي تراقب أداء الحكومة وتنتقدها في الإطار القانوني، واليوم أجدد دعوتي لهذه القوى المعارضة أن يتفضلوا بمشاركتنا في حملتنا ضد الفساد وإصلاح الوضع وتلبية مطالب المواطنين بالأفعال وليس بالأقوال، وإذا أرادوا أن يشاركونا في الحكومة فأهلا وسهلا بهم؛ لأنني أؤيد بكل قوة تشكيل حكومة ذات قاعدة موسعة تضمن مشاركة الجميع في السلطة، أما إذا كان هدف المعارضة هو فقط تغيير السلطة، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: في أي دولة بالعالم حدث أن تنحت سلطة الأغلبية بمجرد رغبة الأقلية؟
وإذا كانت رغبتهم هي تغيير السلطة والنظام فليتفضلوا.. نعود معا إلى رأي الشعب عبر إجراء انتخابات جديدة ليقرر الشعب من يريده ليمثله في السلطة، أما غير ذلك فلن نقبل بأي خيار آخر، ولن نسمح لأي شخص كان أن يملي إرادته على الشعب الذي قرر من يختاره عبر صناديق الاقتراع، فمن يريد أن يطمس التاريخ المشرق لشعبنا فهو واهم، ولن نقبل بأي تغيير خارج إطار القانون».
وأشار بارزاني في ختام حديثه إلى أن «هناك تحديات كبيرة تواجه شعبنا، فكما رأيتم قبل أيام تم العثور على مقبرة جماعية أخرى تضم رفات ألفي مواطن كردي جنوب كركوك، وهناك 180 ألفا من مواطنينا الذين استشهدوا في عمليات الأنفال لم نجد لهم أثرا بعد، كل هذه التضحيات التي قدمها شعبنا بحاجة إلى المزيد من التكاتف والتعاون بين الجميع لحماية هذا الكيان المتحقق، ومن هذا المنطلق أدعو المعارضة إلى أن تأتي لتشاركنا في إصلاح هذا الوضع من خلال دعم جهودنا، أو العودة إلى قرار الشعب، هناك جراحات كثيرة في جسد شعبنا لم تندمل بعدُ ويجب ألا نضيف إليها جراحات أخرى.. عليه أدعو الجميع إلى التحلي بروح المسؤولية للحفاظ على مستقبل هذا الشعب، وأؤكد أمامكم اليوم أننا لن نسمح لأي شخص كان أن يهدم تجربتنا الديمقراطية في كردستان، وأطمئن أبناء شعبي أنه ليست هناك قوة تستطيع أن تفرض إرادتها على الشعب».
أربيل: شيرزاد شيخاني - الشرق الأوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق