م . بافي ژين : البارزاني والتآخي الكردي العربي
(كان البارزاني مصطفى رجلا ميدانيا ينتج الفلسفة ولا يؤلفها ويطلق عنان الثورة ولا ينظّر لها ...) إن استقراء الواقع واستشراف آفاقه بشكل دقيق, قد تجلت في فكر الخالد مصطفى البارزاني, خلال تاريخه النضالي الطويل, وتجذرت هذه الفلسفة في مخيلة ووجدان الكرد في الأجزاء الأربعة, فالشعار الذي نادى به منذ أكثر من نصف قرن, (الإخوة العربية الكردية) لا يزال يحتفظ بصحته, ويلقي بظلاله أرض الواقع, ويسهم إيجابا في توفير المناخ الملائم بين الشعبين العربي والكردي, اللذان يربطهما وشائج التاريخ والجغرافيا والدين؛ ربما يستغرب المرء صدور الشعار من قائد كردي بقامة البارزاني, في حين كان يتعرض شعبه, لعمليات السجن والقتل والإبادة, ويمارس بحقه سياسة التعريب والتهجير, على أيدي النظام البعثي العروبي في العراق وسوريا , حيث كان له رأي آخر, حول ضرورة وأهمية وتوقيت الشعار, باعتباره الرد الأمثل لإفشال مخططات السلطات الحاكمة, لضرب العلاقات التاريخية الحميدة بين الكرد, وباقي فئات الشعب, ومحاولة الوقيعة بينهم, عبر الدسائس والمؤامرات, وإثارة النعرات العنصرية والطائفية.
أما في سوريا, حيث التنوع الاثني والديني والثقافي,فنحن أحوج من أي وقت آخر, إلى مسألة التآخي باعتبارها دليل قوة وسؤدد لنجاح الثورة وديمومتها, والالتزام الجاد بـ (الإخوة العربية الكردية) من جميع الأطراف والمكونات السورية, وإيلائها الاهتمام اللازم, والتأكيد على حتمية العيش المشترك بسلام ووئام, واجب وطني بامتياز, على الرغم من عديد المحاولات اليائسة للنظام الحاكم, وافتعال الكثير من الأزمات,لضرب السلم الاجتماعي في الكثير من المناطق الكردية, إلا أن معظمها باءت بالفشل, بسبب يقظة الشعب الكردي وحسه الوطني العالي, وإيمانه الراسخ بعدالة قضيته, وقضايا الوطن المصيرية, ومسألة الأخوة العربية الكردية, طالما آمن بها وناضل من أجلها ردحاً من الزمن, وشواهد التاريخ تؤكد هذه الحقيقة الساطعة, وذلك بدءاً من القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي, ومروراً بمعارك التحرير في سوريا (يوسف العظمة, إبراهيم هنانو....) ووصولاً إلى ثورة الحرية والكرامة في سوريا.
يترتب على الشعب السوري, وقواه الوطنية والديمقراطية, و نخبه السياسية والثقافية ورجالاته العشائرية والاجتماعية, أن تعي دورها الوطني والتاريخي في المرحلة الراهنة, تجاه شعب عانى طويلاً جور الحكام وجبروت الطغاة, وأن ترقى إلى مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها, وأن تتفهم مشروعية وعدالة القضية الكردية, وعلى الجميع أن تدرك أيضاً, أن الشعب الكردي وحركته السياسية, لم تسعَ يوماً لإزاحة أحد من الخارطة السورية أو الخروج عليها, بل ظلت الأيادي ممدودةً وعلى الدوام, للوحدة والتعاون والتكاتف, وآمنت بضرورة العيش المشترك بين جميع مكونات المجتمع السوري, الاثنية والمذهبية والدينية.
أن الطريق الأمثل للوصول إلى بناء دولة الحق, بعيداً عن الظلم والاضطهاد والتمييز, دولة القانون والمواطنة الكاملة, تمر عبر الإقرار الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا, وفق صيغة اللامركزية, والمتمثلة بالفيدرالية ضمن وحدة البلاد.
آيات القرآن الكريم التي تبين حق الاختلاف في الكون
آيات القرآن الكريم التي تبين حق الاختلاف في الكون 1-- سورة المائدة (48) "// لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ / صدق الله العظيم 2—سورة الروم 22 " وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ " 3- سورة فاطر" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) 4- سورة التغابن " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2) 5-سورة الزخرف " وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) 6- سورة الحجرات 13" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق