سيريا بوست - عروة قنواتي
كنت أتردد كثيرا عند الاقتراب من الزوايا المخصصة لروؤساء التحرير في الصحف الحكومية السورية لكثرة ماتحدثت هذه الأقلام عن دول العالم الثالث والأعياد والوطنية وقضايا المقاومة واغتصاب الحقوق العربية وهكذا....
الا أن الزاوية المخصصة للسيدة سميرة المسالمة في صحيفة تشرين صبيحة 6-4-2011 أخرجت عيناي الى كعب الصفحة ومن ثم للأعلى للتأكد من أنني أقرأ حاليا صحيفة تشرين الحكومية ....
هذه الزاوية التي افترشت الأرض على الطريقة العربية والدعوة انطلقت منها الى الحوار مع أطياف المعارضة السورية بفتح المجال والمنبر للوصول بسوريا الى أرضية ثابتة بعيدة عن العنف والفوضى ....
واذا كنا مؤمنين بأن توجهات الصحيفة تأتي من جهات عليا كونها حكومية ، الا أنني أسجل للسيدة مسالمة جرأة الطرح ومضمون الأسطر التي وأكاد أجزم بأن قراء الصحيفة من شعبنا السوري الحبيب ارتاح جدا وشعر بالطمأنينة نحو المستقبل عبر قلم السيدة مسالمة
الزميلة سميرة المسالمة تقول في زاوية 6 -4 -2011 : وعندما نقول آراء مختلفة واجتماع إرادات، فهذا يعني بالضرورة أننا نختار الأفضل والأنجع والأصدق،
لأن كل نقاش يدور وكل حوار يجري وكل جدل قائم يهدف إلى إنجاز الإصلاحات المختلفة كما ينبغي أن تكون، وكما تتطلب المصالح الوطنية العليا التي تمثل إرادة الناس وتطلعاتهم وهواجسهم..
وهذا يعني أيضاً أن انتقال سورية من مرحلة إلى مرحلة أفضل يجب ألا يكون عملاً تجريبياً
أو طارئاً أو مؤقتاً، بل عمل علمي منهجي ووطني يستند إلى معطيات الواقع ماضياً وحاضراً ومستقبلاً،
وإلى حاجات الجماهير ومشاكلها وتعقيدات حياتها، ما يفرض على كل المثقفين والنخب المجتمعية والسياسية الوطنية حواراً شاملاً نهضوياً وحضارياً لا إلغاء فيه ولا تغييب
ويقوم على قواعد الإصغاء والاستماع إلى نبض الشارع الذي هو دائماً وأبداً متميّز بصدقه ووطنيته وسموّه الأخلاقي والقيميّ..
وأنا أقول أيضا وبعيدا عن لغة التخريب والاحتجاج والتخوين وصوت الرصاص المزعج ، لماذا تأخرت الماكينة الاعلامية السورية عن طرح فحوى الأحداث واكتفت بطمأنة المتصلين وجذب أنظارهم نحو الأغاني والاستضافات التي لاتسمن ولاتغني من جوع على مبدأ (الطبل بدوما والعرس بحرستا )
السيدة سميرة المسالمة بهذه الكلمات صباح الأربعاء أيها السادة تفوقت على فضائيات وتلفزيونات بلغ أشد اهتماماتها في الأيام الماضية وماشهدته سوريا من أحداث
الحديث عن جمال الطبيعة السورية وكشف الصور عبر الفوتشوب وملاحقة مقاطع فيديو مدبلجة عن أوضاع سوريا موجودة عبر شبكة التواصل الاجتماعي
واسترجاع صفوة الأغاني الوطنية السورية لرفع الهمم وتوحيد شعب عاش ومات موحدا على مر الزمان بل ( واستبدال الزير سالم بالتمر حنة ) وكأننا في سوريا خصمين أو عدة خصوم لاسمح الله
ناهيك عن أخبار عاجلة احتاج ابن بلدنا الحبيب للتفتيش عن فحواها في فضائيات اخبارية غربية حيث بدأ يؤمن بالرأي والرأي الأخر ...
صحيفة تشرين بقلم المسالمة أنهت مقالها المشرق بمايلي : لهذا كلّه فأنا أدعو كلّ الأطياف السياسية والثقافية والمجتمعية لحوار يجمعنا تحت سقف الوطن، حدوده أمان وأمن سورية، وأهدافه دائماً حماية سورية..
اي أن الحراك السلمي في سوريا لايعترض تقدم الدولة بكل أطيافها كما حاول الكثير من الوجوه التي اقتحمت فضائيات سورية أن يفهمونا اياها تعبيرا منهم عن الفهم الخالص والخاص لمسير الأحداث وكثيرا ماتراهم متقلبين متلونين هنا وهناك .... للاسف
بل ان الحراك يسعى الى استخلاص العبر عبر حوار المنابر التي بتنا نتسائل هذه الايام .... من هو الذي اوقف عملها .... ولماذا .... ألم يكن شريكا في ماحصل ؟
سوريا تشهد عصر الحوار وزمن تبادل الأفكار وهذا الأمر صحي جدا ويلغي فكرة الأنا المنتشرة في دوائر وبلديات ومجالس محافظات القطر ومن شد خلفهم وأمامهم
نريد لسوريا المستقبل الأفضل ونريد للسيدة سميرة المسالمة أن تكون القدوة في اعلام سوريا المتلفز والمسموع والمكتوب
حتى ينضج القارئ مقتربا بوعيه من حكمة القيادة على أرض الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق