جنبلاط: الأسد لا تليق به أوصاف البشر راية
الحرية، شن مقاتلون معارضون أمس هجمات من محاور عدة على مواقع استراتيجية
للقوات النظامية في محافظة حلب. واعلن «لواء التوحيد»، ابرز مجموعة مقاتلة
في حلب، مساء بدء الهجوم الحاسم على المدينة التي تشهد معارك ضارية منذ نحو
شهرين. فيما أعلنت «جبهة النصرة» الاسلامية المتشددة مسؤوليتها
عن العملية الانتحارية على مبنى قيادة الاركان العامة في دمشق اول من أمس وارفقته بصور عن الهجوم.
وأعرب المراقب العام لحركة «الاخوان المسلمين» في سورية محمد رياض
الشقفة عن تشاؤمه من ان الفيتو الروسي ليس «سوى ذريعة» لقوى العالم كي لا
تساعد السوريين لإطاحة الرئيس بشار الاسد الذي «سيسقط حتى من دون مساعدة»
معرباً عن اسفه لانتفاء الارادة الدولية «للتورط» في الصراع. ووجه النظام
رسائل نصية الى المشتركين في الهواتف النقالة قال فيها: «انتهت اللعبة».
ونقلت
وكالة «فرانس برس» عن «ابو فرات»، احد قادة «لواء التوحيد»، وهو ضابط
منشق: «ستكون حلب لنا او نُهزم». وكانت مراسلة للوكالة أفادت بان معارضين
تجمعوا بالعشرات في مدارس في حي الاذاعة. وذكر «المرصد السوري لحقوق
الانسان» في بيان ان «اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب الثائرة
المقاتلة والقوات النظامية في احياء الاذاعة وسيف الدولة واحياء اخرى في
حلب يشارك فيها مئات المقاتلين».
وكانت احياء سليمان الحلبي
والصاخور الميسر ومساكن هنانو وطريق الباب في شرق المدينة والكلاسة في
الجنوب تعرضت لقصف عنيف من القوات النظامية، بينما وقعت اشتباكات في
الصاخور والاشرفية وجمعية الزهراء. وافاد المرصد بان «اشتباكات عنيفة وقعت
بالقرب من مطار النيرب» العسكري في محافظة حلب، مشيراً الى «خسائر بشرية»
في صفوف المقاتلين المعارضين والقوات النظامية.
وهاجم مقاتلون
معارضون في الصباح الباكر «حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية في ريفي حلب
الغربي والجنوبي»، بحسب المرصد الذي اشار الى «انفجار سيارة مفخخة فجراً
عند حاجز ايكاردا للقوات النظامية على طريق حلب دمشق الدولي».
وذكر
قادة مجموعات مقاتلة معارضة «ان المقاتلين يسيطرون على كل المحاور المؤدية
الى حلب» حيث تدور منذ العشرين من تموز(يوليو) الماضي معارك ضارية.
ومن جهة أخرى قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الغرب تسبب بعدم
الاستقرار في عدد من الدول ويوشك الآن على زرع «الفوضى» في سورية على رغم
تحذيرات روسيا
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن بوتين قوله، خلال
لقاء مع سكان منطقة ريازان وسط روسيا، ان «الامر الاكثر خطورة هو ان
شركاءنا لا يمكنهم التوقف، لقد زرعوا الفوضى في عدد من المناطق. وها هم
الآن ينتهجون السياسة نفسها في دول اخرى لا سيما في سورية».
واضاف
«لقد قلنا فعلاً انه يجب التحرك بحذر وعدم فرض اي شيء بالقوة تحت طائلة نشر
الفوضى، وما الذي نراه اليوم؟ الوضع شبيه كثيرا بحالة الفوضى». وقال بوتين
«لم نكـــــن نريد فعلاً ان يتكرر اليوم ما حصل في تاريخ البشرية قبل
قرون»، مشيراً الى استيلاء الامبراطورية الرومانية على قرطاج وتدمـــــيرها
في القرن الثاني قبل عصرنا.
وفي الامم المتحدة التقى رئيس مجلس
الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مقر
الوفد الدائم لدولة قطر اليوم رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا
وذلك على هامش اجتماعات الدورة الـ 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة
المنعقدة حاليا في نيويورك.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية أنه جرى خلال اللقاء بحث المستجدات الخاصة بالشأن السوري.
ميدانيا،
أفاد ناشطون سوريون بأن عدد القتلى الذين سقطوا برصاص قوات الأمن السورية
في مختلف المناطق الخميس ارتفع إلى 133، غالبيتهم في دمشق وريفها وحلب.
وأوضحت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن 35 شخصاً قتلوا في دمشق وريفها،
و29 في حلب، و20 في إدلب، و13 في حمص، و11 في درعا، و5 في حماه، و2 في
اللاذقية.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت في وقت سابق إن
11 شخصا قتلوا بينهم طفل وامرأة جراء قصف الجيش النظامي بالمدفعية الثقيلة
مناطق عدة بريف حلب. ويأتي ذلك غداة يوم دام شهدته سوريا الأربعاء لقي فيه
343 شخصا حتفهم بنيران القوات الحكومية و3 "مجازر" ارتكبتها قوات الأمن في
القنيطرة وريف دمشق ودير الزور، حسبما أفادت المعارضة.
والخميس،
كشفت تقارير لناشطين في المعارضة أن الطائرات المقاتلة لم تتوقف عن التحليق
في سماء المزة في دمشق منذ أمس، فيما استهدف الجيش السوري بقذيفة مدرسة
تعج بالعائلات النازحة في بلدة القاسمية في ريف دمشق.
وفي حماه، قال ناشطون إن إطلاق النار لم يتوقف في معظم حواجز المنطقة.
إلى ذلك، قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية،
فاليري أموس، إن مليونين ونصف المليون سوري بحاجة لمساعدات إنسانية. وفي
حوار مع "سكاي نيوز عربية" في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في
نيويورك، أعربت عن قلقها الشديد إزاء استمرار تدهور الوضع الإنساني في
سوريا.
ومن ناحية أخرى، فجر مجهولون أنبوبا للنفط في محافظة الحسكة
شمال شرقي سوريا، حسبما أفاد المرصد الخميس. وقال المرصد: "انفجر أنبوب
لنقل النفط عن منتصف ليل الأربعاء في منطقة أم مدفع جنوب الحكسة أدى لحدوث
حريق كبير نتيجة تسرب النفط الخام، ولا زالت أعمدة الدخان تتصاعد حتى
الآن".
وترافق الهجوم مع اختطاف مدير محطة تل البيضا لضخ النفط،
بحسب المرصد. وتعد الحسكة المحافظة الأكثر غنى بالنفط في سوريا، تليها دير
الزور المجاورة. وسبق لأنابيب نقل النفط أن تعرضت للتفجير منذ اندلاع
الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وتراجع الإنتاج
النفطي في سوريا من نحو 420 ألف برميل يوميا منذ تاريخ بدء الاحتجاجات في
منتصف مارس 2011، إلى أقل من نصف هذه الكمية، وهي باتت مخصصة في غالبيتها
للاستهلاك الداخلي. وتوفر الحراسة للحقول النفطية فرق من القوات النظامية
متخصصة بذلك.
وفي موضوع ذات صلة شنّ رئيس «جبهة النضال الوطني»
النائب وليد جنبلاط هجوماً غير مسبوق على الرئيس السوري بشار الاسد «الذي
لا تليق به أوصاف البشر أو غير البشر»، وعلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
«القيصر في الكرملين عاشق الطيور نظرياً وصائد الدببة والحريات العامة
والصحافيين وناشطي حقوق الانسان وأحد أبطال حريق غروزني»، وعلى المجتمع
الدولي «الذي يقدم فائضاً من التصاريح الرنانة التي لا تقدم ولا تؤخر»، من
دون ان يوفّر المجتمع العربي «الذي يفيض بـ «كتائب جهادية» على حساب الثوار
والعلمانيين والاعتدال»، ليخلص «ها هم عربياً ودولياً يساهمون في حرق
سورية كلُّ على طريقته».
وجاء موقف جنبلاط في تصريح ادلى به امس على خلفية «المنظر الحزين
بالامس: مبنى الأركان للجيش العربي السوري يحترق»، وقال: «بالأمس كان هذا
الحريق، حريق سورية. واذا كان حريق سورية، معظم سورية، على مدى عشرين شهراً
يشتعل اعتقالاً وخطفاً واغتصاباً وقتلاً وقصفاً وتدميراً، فإن لحريق مبنى
الأركان في ساحة الأمويين بالأمس، رمزية معينة بأن سورية ستغرق في الفوضى
والحرب الأهلية والدمار ومعها الجيش السوري. صحيح أن هذا الهدف، هو هدف
مشروع للثوار الذين يرون فيه مركزاً للقمع والاستبداد والظلم، ولكن،
فلنحاول، ولو للحظة معينة، وبالإذن من الشعب السوري والثوار السوريين، ولو
نظرياً، أن نميّز بين رمزية هذا المبنى ونظام الاستبداد والقتل والتدمير
الذي يمثله بشار الاسد ومن قبله حافظ الاسد ولو بفارق الأسلوب».
اضاف: «في حريق هذا المبنى رمزية بأن جيشاً قدم بطولات في حرب تشرين وفي
تصديه للاحتلال الإسرائيلي عام 1982 في السلطان يعقوب وعين زحلتا وبيروت
وغيرها من المواقع، إنما هذا الجيش اليوم يحرق ويحترق بأمرة حاكم سورية
ونتيجة ادعائه وكذبه، هذا الذي لا تليق به أوصاف البشر أو غير البشر، هذا
الذي حتى اللحظة يقول أنه يسير بالاصلاح ولكنه يحارب الارهاب وهي النظرية
التي ابتدعها بعد احداث درعا ولا يزال، وسار فيها حتى تحولت معظم قرى ومدن
سورية دماراً وركاماً وحريقاً. وينتاب المرء شعوراً بالغضب والحقد
والازدراء والاحتقار للذين أوصلوا سورية، مع حاكم سورية الى هذا الحريق وفي
طليعتهم القيصر في الكرملين عاشق الطيور نظرياً وصائد الدببة، والحريات
العامة والصحافيين وناشطي حقوق الانسان وأحد أبطال حريق غروزني».
وتابع: «في ما يخص سورية وبعكس القول الفارسي المأثور الذي استشهد به
الرئيس الايراني «عندما تصطاد سمكة من بركة، تظل طازجة حتى عندما توضع على
الطاولة»، فإنهم ينتظرون السمك حتى يموت. فها هي سورية تحترق وتموت. ويا له
من مشهد حزين بالأمس يضاف الى سلسلة المشاهد البائسة في المسلسل السوري
الدرامي الطويل».
رويترز، ا ف ب، اب ، الحياة ، واس ، سكاي نيوز ، الرأي