عندما رفع المجلس الوطني الكردي في سوريا، في مؤتمره التأسيسي الذي إنعقد في القامشلي بتاريخ 26 – 11 – 2012م ، شعار ( حق تقرير المصير للشعب الكردي في إطار سوريا ) ؛ لم يكن هذا الطرح من قبيل تحدي أية جهة أو التعدي على إرادة وحقوق الآخرين؛ ولم يهدف مطلقا إلى تقسيم سوريا !؛ إلا أن بعض الأوساط الشوفينية قامت بتضخيم الأمور وأرادت إساءة الفهم لخلق الفتنة بين الكرد والعرب للإيحاء بأن الكرد إنفصاليون وذلك على نفس المنوال الذي إتبعته مختلف أنظمة الحكم التي تعاقبت على حكم سوريا منذ إستقلال البلد وحتى الآن.
وبما أن تاريخ منطقتنا يشهد بأن أبرز رجال سوريا الذين تلاحموا فيما بينهم ودافعوا على وحدة وإستقلال هذه البلاد قد كانوا من الكرد بدءاً بصلاح الدين الايوبي ومروراً بيوسف العظمة والبارافي وإبراهيم هنانو وغيرهم وإنتهاءً وليس نهاية بمئات الشهداء الكرد الذين سقطوا في إنتفاضة آذار 2004 وأثناء الثورة السورية المندلعة حاليا والتي يخوضها شعبنا السوري جمعاً ضد هذا النظام الاستبدادي، فإن المستقبل السوري سوف يثبت للجميع بأن الكرد إتحاديون وليسوا إنفصالون، ولكنّ انحيازهم إلى المسلكية الإتحادية هو خيار سياسي لا ينبغي أن يلغي خصوصيتهم القومية ولا أن يأتي على حساب تحقيق حقوقهم الإثنية المنصوص عليها في القوانين والمعايير والمواثيق الدولية في إطار دولة ديمقراطية تعددية ذات حكم لامركزي يدير البلاد بشكل عصري بعيد عن التمييز على أية خلفية كانت وشريطة أن يضمن التعايش المشترك بين كافة المكونات التي يحق لها حينها تقرير مصيرها بنفسها وبالتشاور مع باقي الشركاء وبلا أي إكراه للآخر.
وبهذا الصدد فأن الكرد ليسوا مجبرون على إعطاء أية ضمانات أو تطمينات للآخرين حول حسن نواياهم في هذا المجال الحقوقي الحساس ؛ لأن العكس هو الصحيح ؛ فعلى الآخرين إعطاء الضمانات للشعب الكردي الملدوغ غبر تاريخه لأكثر من مرة وعلى يد أكثرية جيرانه الذين خالفوا العهود وهضموا حقوقهم وظلموهم أشد ظلم بلا اي سبب سوى لأنهم كرد .
في كل الأحوال لا يصح إلا الصحيح وسيبرهن شعبنا الكردي بأنه يتطلع إلى إسقاط نظام الأسد والمجيئ بمناخات الألفة بين كافة أطياف سوريا الدينية والطائفية والقومية وغيرها ؛ وسيدرك الجميع حينها بأن الكرد هم الطرف الاكثر إيجابية في المعادلة السورية التي أعتقد بأنها باتت معقدة للغاية نظراً لأن هذا النظام لن يرحل إلا حينما يحرق أخضر ويابس هذا البلد الذي ينبغي أن يصبح بلدنا جميعا وليس حكراً على قومية أو طائفة او غير ذلك من المسلكيات والمفاهيم التي باتت بالية ويلفظها عالمنا المعاصر وخاصة منطقة الشرق الأوسط التي تشهد ربيعاً زاهراً بثوراته التي بمقدورها أن تقلب الطاولة فوق رؤؤس مختلف الطغاة والجبابرة ولن تعود عجلة التاريخ إلى الوراء وسيكون المستقبل لصالح الشعوب وليس لخدمة الأنظمة الشمولية .
وللعلم فإنّ مطالب الكرد ليست تعجيزية وهم يبدون منتهى المرونة السياسية لدى تعاملهم مع الإستحقات والواجبات ؛ ويطالبون بالاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي كثاني اكبر قومية في البلد ؛ واعتقد بأن هذه المرونة ستقود إلى حالة من الإنفراج والتوافق مع شركائنا العرب الذين ينبغي أن يكفوا عن تفكيرهم الأكثري الذي عفى عليه الزمن بفضل هذه الأيام المشرقة التي نعيشها حاليا والتي ستحدد مصير سوريا والمنطقة ؛ أضف إلى ذلك فإنّ الشعب الكردي ينبذ العنف ويرفض عسكرة الحلول ويؤمن بالتداول السلمي للسلطة ويناضل من أجل حماية السلم الاهلي ؛ ولا ينوي تشكيل أي خطر على جيرانه.
وإن كل ما نريده ونسعى من أجله ( نحن أبناء وبنات الكرد ) هو أن نتوافق مع شركائنا ونبدأ بالمسير في رحلة بناء فضاء ديمقراطي سوري نتنفس في رحابه كما غيره بالصعداء ؛ وأن نؤسس التحالفات مع غيرنا من أهل بلدنا، وأن لا ننجرّ إلى التخالفات وأن نجعل من سوريا دولة ديمقراطية تعددية ينتفي فيها القهر والقمع والإنكار ويسودها الوئام بين العرب والكرد والمسيحيين والأشوريين والكلدانيين والدروز والعلويين والأرمن والشركس وغيرهم .
م.الياس اوسو ناشط كردي سوري ، أيلول 11/9/2012
وبما أن تاريخ منطقتنا يشهد بأن أبرز رجال سوريا الذين تلاحموا فيما بينهم ودافعوا على وحدة وإستقلال هذه البلاد قد كانوا من الكرد بدءاً بصلاح الدين الايوبي ومروراً بيوسف العظمة والبارافي وإبراهيم هنانو وغيرهم وإنتهاءً وليس نهاية بمئات الشهداء الكرد الذين سقطوا في إنتفاضة آذار 2004 وأثناء الثورة السورية المندلعة حاليا والتي يخوضها شعبنا السوري جمعاً ضد هذا النظام الاستبدادي، فإن المستقبل السوري سوف يثبت للجميع بأن الكرد إتحاديون وليسوا إنفصالون، ولكنّ انحيازهم إلى المسلكية الإتحادية هو خيار سياسي لا ينبغي أن يلغي خصوصيتهم القومية ولا أن يأتي على حساب تحقيق حقوقهم الإثنية المنصوص عليها في القوانين والمعايير والمواثيق الدولية في إطار دولة ديمقراطية تعددية ذات حكم لامركزي يدير البلاد بشكل عصري بعيد عن التمييز على أية خلفية كانت وشريطة أن يضمن التعايش المشترك بين كافة المكونات التي يحق لها حينها تقرير مصيرها بنفسها وبالتشاور مع باقي الشركاء وبلا أي إكراه للآخر.
وبهذا الصدد فأن الكرد ليسوا مجبرون على إعطاء أية ضمانات أو تطمينات للآخرين حول حسن نواياهم في هذا المجال الحقوقي الحساس ؛ لأن العكس هو الصحيح ؛ فعلى الآخرين إعطاء الضمانات للشعب الكردي الملدوغ غبر تاريخه لأكثر من مرة وعلى يد أكثرية جيرانه الذين خالفوا العهود وهضموا حقوقهم وظلموهم أشد ظلم بلا اي سبب سوى لأنهم كرد .
في كل الأحوال لا يصح إلا الصحيح وسيبرهن شعبنا الكردي بأنه يتطلع إلى إسقاط نظام الأسد والمجيئ بمناخات الألفة بين كافة أطياف سوريا الدينية والطائفية والقومية وغيرها ؛ وسيدرك الجميع حينها بأن الكرد هم الطرف الاكثر إيجابية في المعادلة السورية التي أعتقد بأنها باتت معقدة للغاية نظراً لأن هذا النظام لن يرحل إلا حينما يحرق أخضر ويابس هذا البلد الذي ينبغي أن يصبح بلدنا جميعا وليس حكراً على قومية أو طائفة او غير ذلك من المسلكيات والمفاهيم التي باتت بالية ويلفظها عالمنا المعاصر وخاصة منطقة الشرق الأوسط التي تشهد ربيعاً زاهراً بثوراته التي بمقدورها أن تقلب الطاولة فوق رؤؤس مختلف الطغاة والجبابرة ولن تعود عجلة التاريخ إلى الوراء وسيكون المستقبل لصالح الشعوب وليس لخدمة الأنظمة الشمولية .
وللعلم فإنّ مطالب الكرد ليست تعجيزية وهم يبدون منتهى المرونة السياسية لدى تعاملهم مع الإستحقات والواجبات ؛ ويطالبون بالاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي كثاني اكبر قومية في البلد ؛ واعتقد بأن هذه المرونة ستقود إلى حالة من الإنفراج والتوافق مع شركائنا العرب الذين ينبغي أن يكفوا عن تفكيرهم الأكثري الذي عفى عليه الزمن بفضل هذه الأيام المشرقة التي نعيشها حاليا والتي ستحدد مصير سوريا والمنطقة ؛ أضف إلى ذلك فإنّ الشعب الكردي ينبذ العنف ويرفض عسكرة الحلول ويؤمن بالتداول السلمي للسلطة ويناضل من أجل حماية السلم الاهلي ؛ ولا ينوي تشكيل أي خطر على جيرانه.
وإن كل ما نريده ونسعى من أجله ( نحن أبناء وبنات الكرد ) هو أن نتوافق مع شركائنا ونبدأ بالمسير في رحلة بناء فضاء ديمقراطي سوري نتنفس في رحابه كما غيره بالصعداء ؛ وأن نؤسس التحالفات مع غيرنا من أهل بلدنا، وأن لا ننجرّ إلى التخالفات وأن نجعل من سوريا دولة ديمقراطية تعددية ينتفي فيها القهر والقمع والإنكار ويسودها الوئام بين العرب والكرد والمسيحيين والأشوريين والكلدانيين والدروز والعلويين والأرمن والشركس وغيرهم .
م.الياس اوسو ناشط كردي سوري ، أيلول 11/9/2012